«رعاية الشباب» القرارات.. الرؤى.. والإحلال!!

هيا الغامدي

TT

ما من شك في أن أي منظومة إدارية كانت لا بد أن تمر بمراحل «تدوير» و«إحلال» يتم من خلالها تنقية أسلوب ومفاهيم ومرئيات العمل الإداري، خصوصا مع الجهات التي تحوي أنسجة تواصل حية مع المنظومة الكبرى!

وإذا أتينا لرعاية الشباب وهي المنظومة الرياضية الشبابية الكبرى والتي يترأسها الأمير نواف بن فيصل فهي من الجهات ذات العلاقة بكل ما حدث ويحدث من إشكاليات دارت من خلالها الدوائر العائمة والضبابية، في ما يخص الآراء المصاحبة للقضايا العالقة بوسطنا الرياضي وخلوها أو معظمها من الشفافية المفضية للإقناع.

قضية الرشوة الشهيرة وقضية مباراة الوحدة والتعاون، والإشكالية الدائرة بين الأهلي والشباب في الأبطال، كل تلك أبرز مسبباتها برأيي إدارية بحتة ناتجة إما عن تلاعب وإما لغط، وإما صيغ خطاب.. أطاح مؤخرا برأس الأمين العام فيصل العبد الهادي، الذي كان قرار إقالته من أبرز القرارات التفاعلية الحاسمة والحازمة لأمير الشباب.

هذا في الوقت الذي لا تزال فيه بعض القضايا الأخرى عالقة بين السلب والإيجاب كقضية اختيار مدرب المنتخب الأول التي لا تزال معلقة ولم تحسم بعد، فمن المسؤول عنها؟! تلك القضايا التي تتراوح ما بين الأهمية والتفاعل والحسم وتتطلب المزيد من التنقيب والبحث عن جهات الخلل الناتجة عن العمل التراكمي المطلق أو عن كيفية إدارة اللجان ذاتها كي لا يحدث سوء الفهم.. واللغط.. والارتباك بالقرارات، فالكل يبحث عن عون «الفيفا» بالتوقيت الذي تزامنت رؤاه مع نتائج اللجان العاملة بالاتحاد، ولكن من يفهم ويستوعب ولجاننا العزيزة غير قادرة على إقناع ذاتها قبل الآخر ومن ثم الوصول إلى صيغة إقناع مركزية، أصبح الاحتقان يأتي خلفية لها وتفريغا لشحنات أطرافها السالبة؟

ما يهم أننا بدأنا نلحظ الحاجة الأساسية لتقوية الجدران المناعية للجان سواء كأساليب عمل وأشخاص، قلناها مرارا لا تكفي الخبرة وحدها بالاختيار كما لا يكفي العلم وحده، والحاجة دائما ملحّة للجمع بين هذا وذاك مع ترسيخ مفهوم سياسة الإحلال، وما العيب إذا كنا جميعا نهدف إلى المصلحة العامة أو على الأقل الوصول إلى الإقناع؟! ليس شرطا أن ننتظر الأزمات لإطلاق جرس الإنذار والإفراج عن ملامح خلل ما وتعريته ومن ثم استئصاله، فالعمل التخطيطي المبني على أساسيات من بنى تحتية سليمة وثابتة تنطلق من خلالها القرارات النهائية هو أبرز ما تتطلبه الرؤى المستقبلية المشتركة لعمل منظومة ديناميكية، عملها ينطلق من المرونة والتفاعل واستخدام التقنيات!

وبصراحة، الأمير نواف ومنذ تسلمه لرعاية الشباب وهو ماضٍ بمنهجية الحسم والحزم والبت القاطع بالأمور العالقة تكريسا لسياسة الانتماء الوطني وفتح آفاق جديدة للحوار، وهو رجل مستقبل وصاحب صوت مسموع باللجان العاملة إقليميا ودوليا، والآمال معقودة على سموه الفترة المقبلة لتطوير العمل باللجان والبحث والتنقيب عن مكامن الخلل بها، خصوصا أن الفترة الماضية كانت مفصلية وحساسة، وهي بمثابة القش الذي قصم ظهر البعير وقد يقصم «ظهورا» عدة!!

فهل ستجد كل تلك القضايا طريقها للحل المنبعث عن رؤية تكاملية إصلاحية تطويرية إحلالية جديدة أم ستبقى على ذات الحال؟!

[email protected]