الوطني غير مؤهل لقيادة المنتخب الأول

موفق النويصر

TT

تشهد خريطة معظم المنتخبات العربية تغييرا في قوائم أجهزتها الفنية لاعتبارات مختلفة، فالمنتخب السعودي تعاقد مع مدير فني أجنبي جديد، ولم يفصح عن اسمه بعد، لأسباب خاصة بالمدرب، كما أوضح بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم، والمنتخب الجزائري ينتظر أن يتولى تدريبه رابح ماجر، بعد أن قدم مدربه الحالي استقالته، بعد الخسارة الكبيرة من المنتخب المغربي، وكذلك الحال مع المنتخب المصري الذي أقال مدربه، بعد العروض الباهتة للفريق، وخروجه لأول مرة من تصفيات أمم أفريقيا.

ولا يختلف الحال كثيرا في باقي البلدان العربية، فالمنتخب القطري تعاقد مع جهاز فني جديد، وكذلك المنتخب الإماراتي، وقد تشهد الأيام المقبلة تغييرات في منتخبات الكويت وعمان والبحرين والعراق والأردن.

الملاحظ أن معظم المنتخبات الخليجية تلجأ عادة للمدرب الوطني تحت ذريعة (الفزعة) بعد تعثر نتائج فرقها الكروية مع المدرب الأجنبي، الذي تكون قد اختارته أساسا لاعتبارات عدة ليس من بينها الكفاءة التدريبية، ولكن سرعان ما تتخلص منه، أي (الوطني)، بعد انتهاء المهمة الموكلة له، أو الإبقاء عليه في حال تعثر الوصول إلى مدرب أجنبي آخر.

على النقيض من ذلك، نجد أن المنتخبات العربية لا تزال تصر على المدرب الوطني، وتعتبره خيارها الأول، على الرغم من رغبة الكثير من المدربين العالميين في العمل مع هذه المنتخبات، لما تضمه من خيارات كروية ومهارية كبيرة.

ولعل التجربة المصرية والمغربية والجزائرية، على وجه التحديد، خير شاهد على ذلك، حيث لم يشرف على تدريب هذه المنتخبات خلال السنوات الأخيرة سوى مدربين وطنيين.

وعلى الرغم من تفاوت النتائج التي تحققت لهذه المنتخبات، صعودا أو هبوطا، كان المدرب الوطني هو الخيار الأول والأوحد، شاهدنا ذلك مع رابح سعدان أثناء قيادته للمنتخب الجزائري، وحسن شحاتة مع المنتخب المصري، قبل أن ينجح المغرب في كسر هذه القاعدة بتعاقده مع البلجيكي إيريك غيريتس، الذي استطاع أن ينتشل الفريق من كبوته الكروية، التي وقع فيها منذ عام 1998.

شخصيا، أعتقد أن المدرب الوطني أكثر تأهيلا وقدرة للإشراف على المنتخبات السنية، التي تحتاج بالإضافة إلى الرؤية الفنية الجيدة، إلى شخص يستطيع أن يبث الروح والحماسة في فريقه. ولعل التجربة السعودية في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي خير دليل على ذلك، عندما أسندت مسؤولية الإشراف على هذه المنتخبات للمدربين الوطنيين، فنجحوا في تحقيق البطولات القارية والوصول إلى نهائيات كأس العالم.

الغريب أن الإعلام المصري الذي عمل خلال الأيام الماضية على استفتاء الشارع الرياضي حول هوية المدرب الجديد، لم يطرح فكرة الاستعانة بالمدرب الأجنبي ضمن خياراته، على الرغم من نجاح هذه التجربة مع منتخبات القارة السوداء الأخرى أمثال الكاميرون والسنغال وساحل العاج ونيجيريا، ومقارعتها كبرى منتخبات العالم.

في تقديري، لا يوجد مدرب وطني عربي قادر على قيادة المنتخب الأول في بلاده، وإن نجح في تحقيق انتصارات آنية، كما فعل الزياني وشحاتة وسعدان، إلا أنه مع مرور الوقت سيقع فريسة لضغوطات الشارع الرياضي، ولهجومات محللي الأندية، فيصبح أسير الاختيارات الخارجية، وبالتالي تكون الإقالة «غير المشرفة» هي المصير المحتوم له، فيخسر جميع المكتسبات التي حققها خلال مشواره الرياضي.

لذلك، يجب على اتحادات العربية البحث عن كفاءات عالمية تدريبية توائم إمكانات لاعبيها، بحيث تنجح في تحقيق نتائج إيجابية ملموسة بعد إشرافها المباشر على هذه المنتخبات.

[email protected]