هذا ما يحتاجه غوميز!

عبد العزيز الغيامة

TT

طوال اليومين الماضيين كنت أسمع وأقرأ عن مرحلة بناء تخص المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.. نعم هم يتحدثون عن الأخضر الكبير وليس الصغير أو الشاب أو حتى الأولمبي.. هم يطالبون بأن تكون الفترة المقبلة فترة بناء!!

ما أعلمه أن المنتخبات الأولى لا تبنى، بل إنها مطالبة بأن تختار اللاعبين الأفضل في المنافسات المحلية.. لا يوجد شيء اسمه بناء على صعيد هذه الفئة من المنتخبات.. نقبل مثل هذه الآراء حينما تذهب إلى بناء منتخبات الفئات السنية أو الأولمبية، لكن المنطق الكروي في العالم لم يتحدث أبدا عن بناء منتخبات أولى إلا إذا كانت هذه المنتخبات ناشئة أي جديدة على عالم كرة القدم!!

البناء يكون في الأندية، وحينما تذهب إليها تؤمن بأن الفئات السنية هي التي يكون فيها مثل هذا العمل، في حين أن الفرق الأولى تطمح في اختيار النماذج الأبرز من اللاعبين لتمثيلها، فيأتي على أثرها دور الانسجام والرسم الخططي والتكتيكي الذي تقوم به الأجهزة الفنية، فضلا عن البرامج التي تعنى بالأعمال الإدارية المناسبة لما يجري في الفرق الأولى!!

تصوروا كرة قدم سعودية تعيش عصرا احترافيا منذ 20 عاما، وفي النهاية يطالب البعض بالبناء، وإذا آمنا بذلك فماذا سنبقي للمنتخبات الأخرى في دول أقل قيمة على الصعيد الكروي والمالي والإداري أيضا؟!

مرحلة الأخضر الكبير المقبلة بحاجة لعمل جاد وتعاون من الجميع لاستعادة كرة كانت كبيرة ومهيبة في سنوات مضت.. الأيام القادمة تحتاج إلى تركيز كبير من مسؤولي المنتخب الأول لكرة القدم.. التركيز يعني الاهتمام بالطريقة التي تجعل الأخضر يسير في تصاعد دائم نحو الأفضل، وهذا لن يكون إلا بالاحترافية الإدارية والفنية في كل شيء.

البرازيلي ريكاردو غوميز بات المدير الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.. لا نعرف عنه سوى أنه درب الكثير من الأندية في البرازيل وفرنسا.. نعرفه فقط لاعبا في فريق السامبا.. لكننا مطالبون الآن بالوقوف إلى جانبه حتى يعمل بهدوء!

ماذا يعني أن نتركه يعمل بهدوء.. يعني ألا نتدخل في شؤون عمله.. هو من يختار اللاعبين الذين يريدهم.. يضع الخطة المناسبة والبرنامج الإعدادي الملائم.. دعوه يضع تصوراته ومقترحاته بالطريقة التي يريدها.. حاسبوه بعد أن يأتي يوم الحساب والمحدد عقب نهائيات كأس العالم 2014.

حينما ينجح سنكون أكثر سعادة.. وحينما يفشل في مهمته يكون الحساب بعد أن أعطي كل الصلاحيات.. هذه هي الاحترافية التي تسير عليها منتخبات العالم الكبيرة وعلينا أن نفعل الشيء ذاته!

لم يعد ممكنا بعد إعلان التعاقد معه وفرد السيرة التدريبية له أن نطالب بغيره.. المسؤولون اختاروه وعلى الرأي العام أن يتقبل الأمر.. والمسؤولية أولا وأخيرا ستكون على عاتق اتحاد الكرة الذي سيحاسب في النهاية!

أخالف كل الآراء التي تقول إننا نعاني من غياب النجوم الموهوبة.. أيعقل أن نقول هذا الكلام ولدينا نجوم أمثال نايف هزازي وأحمد الفريدي وياسر القحطاني ونواف العابد وعمر هوساوي وإبراهيم غالب والكثير الكثير من النجوم؟!

حتى ننجح في مهمتنا المقبلة علينا أن نترك غوميز يعمل.. علينا أن نمنحه كل الصلاحيات.. أن نهيئ له الأجواء المناسبة.. وهذه الأجواء مسؤولية كل لجان اتحاد الكرة بدءا بالمسابقات والاحتراف والفنية وحتى اللجان القضائية.

[email protected]