هل يقوم النقاد النصر؟

مسلي آل معمر

TT

قبل أن يخرج الأسطورة ماجد في حواره المثير، وقبل تسريب مطالبة عضو الشرف عبد العزيز العمري المالية إلى الصحافة، كان النصر قد خسر بالخمسة من الاتحاد والأربعة من ذوب أهان الإيراني، حتى فهد الهريفي لم يوجه انتقاداته الصريحة إلا بعد رباعية ذوب أهان، أما ما بعد هذه الأحاديث المثيرة والتي شغلت الصحافة والفضائيات طوال الأسبوع الماضي، فقد كانت النتائج أفضل مما سبق حتى وإن نتج عنها الخروج من كأس الملك للأبطال، فقد كان النصر متقدما على الاتحاد في الذهاب والإياب، بل إنه خرج خاسرا بالتعادل في الثواني الأخيرة من لقاء الذهاب، ونتيجتا هاتين المباراتين بالتأكيد أفضل من الخماسية والرباعية التاريخيتين، وهذا يعني أن النقد الساخن الذي وجه للإدارة بعد الهزائم الكبيرة كانت إيجابياته أكبر من سلبياته، بل إنه ساهم في صرف رواتب شهرين للاعبين من ستة أشهر متأخرة قبل لقاء الإياب وهذا بلا شك له تأثير إيجابي.

إذا كان النصراويون يرون فريقهم كبيرا، فإنه من الطبيعي ألا تمر الخسائر بالأربعات والخمسات وخروج من جميع البطولات مرور الكرام، فالإدارة التي تعتقد أن الجمهور والإعلام وأعضاء الشرف سيصفقون لنتائج كهذه بالتأكيد تسبح في عالم آخر، إن سوء النتائج هي التي دفعت شخصية رياضية بحجم وقامة سلطان بن فهد بن عبد العزيز لتقديم استقالته، والنتائج أيضا هي التي دعت صاحب العقلية الإدارية المتميزة عبد الله بن مساعد بن عبد العزيز إلى مغادرة كرسي الرئاسة، لذا كان من الأجدى لإدارة النصر إذا ما كانت مصرة على البقاء على الأقل أن تتقبل النقد والهجوم والضغوطات لأنها ضريبة العمل في ناد كبير يحقق الشهرة لمن عمل فيه.

الاعتذار عن الأخطاء لا يكفي بل يجب على صاحبها أن يعمل على إصلاحها، فكل هذه الأخطاء والإشكاليات مرتبطة بالمادة فمتى توفرت المادة لن تظهر مشكلات كالتي ظهرت في الموسم المنصرم، فقضايا مثل السهلاوي، زينقا، عمران، ماجد وعبد العزيز العمري العامل المشترك فيها هو المادة، لذا فإن التحدي الذي سيكون أمام الرئيس هو إيداع مبلغ لا يقل عن ثلاثين مليونا في خزينة النادي خلال الشهر الحالي لسداد جميع الالتزامات، ثم إيداع مبلغ آخر مع بداية الموسم لتسديد حقوق الجهاز الفني واللاعبين الجدد، ورغم أنني أعرف في قرارة نفسي أن هذا الحل صعب للغاية فإن الواقع يقول إنه الحل الوحيد إذا ما أراد الأمير فيصل بن تركي الاستمرار وإظهار الفريق بصورة أفضل مما ظهر عليه الموسم الحالي. أما التعويل على أعضاء الشرف فأعتقد أن فيه مضيعة للوقت وتحسيرا بالجمهور، فأعضاء الشرف غائبون في جميع الأندية بما فيها الهلال، بل إن ما تتلقاه خزينة النصر من الشرفيين على قلته يعتبر أفضل مما تتلقاه خزائن الأندية المنافسة من شرفييها، كنت أود الحديث عن الحرب وحقوق ماجد لكن المساحة انتهت!