الاستثنائيون!

مساعد العصيمي

TT

والموسم يعد أنفاسه الأخيرة، أجدني، كغيري، أحسبه موسما استثنائيا في كل شيء.. في الاختلاف، في رفع العقيرة بالشكوى، في التوتر، في النظر إلى الآخر بنظرية الريبة والشك، وفي استمرار ضعف الثقة باللجان والحكام..

استثنائيا، بالمحاكم وقرارات الهبوط وخصم النقاط، والرشى التي أطلت برأسها، استثنائيا بالنتائج المخيبة؛ منتخبا وأندية.

وأخيرا وليس آخرا؛ استثنائيا برد الفعل من لدن مسؤولي الأندية؛ فالاتحاد ما زال يبحث عن «اتحاد» لأعضاء شرفه، كي ينعم الفريق بكثير من الهدوء والتخلص من العمل من تحت الطاولة، والهلال استمر مكسور الخاطر رغم أفضلياته حيث إن تعلقه بالشأن الآسيوي أفقده تركيزه وغيب هدوءه.

ولن يغيب عن البال النصر الذي حضر هذا الموسم بحلة جديدة عنوانها التناحر الداخلي.. فهل فاض بعشاقه الكيل؟ يبدو ذلك، وفق اختلافات ظاهرة توحي بانقسام خطير ينتظر هذا الفريق المتطلع، ولعل حجم الاختلاف قد تجاوز عدد مرات الخروج عن النص التي تعود قائده أن يفعلها وفق أرقام قياسية في موسم واحد لم يسبقه إليها أحد.

لن ننتقل من النصر لأن شأنه أخذ بلباب الحديث الكروي السعودي؛ فهناك تشكيك تجاوز معنى الاختلاف، ونحسب أن الشأن المالي سيزيد الأمر سوءا من فرط الضعف فيه ومستحقات زادت الأعباء كما هو حديث ماجد تجاه الرئيس.

الأهلي ما زال يدور في دوامة أنه الأفضل، لكن هناك من يعوق مساره، ونحسب أن من يفكر هكذا، لن يصل إلى مبتغاه أبدا. والوحدة تنفست الصعداء، لكن كان هواء حارقا قذف بها إلى الدرجة الأولى. هل نتحدث عن الانتخابات والتكليفات المضرة؟ سيأخذ مثل ذلك حيزا كبيرا، لكن كيد التعاون والرائد كليهما للآخر ما زال مستمرا، والاتفاق العريق لم يتمالك نفسه من فرحه بالتأهل الآسيوي، فقد دفع الثمن غاليا استقرارا ونتائج، ناهيك بنجران والقادسية بكثرة ما دار حولهما من لغط، أما المطمئنان؛ الفتح والفيصلي، فهما من كسب سبق الهدوء والرزانة. وما يخص الحزم، فهو الوحيد الذي أثبت صدق المقولة التي تؤكد أنه «دون مال، ستكون خارج دائرة دوري المحترفين».

وإن أردنا أن نفتخر بأحد على صبره، فليس هناك كالشباب، عانى وعانى، لكن ظل صامدا، ظُلم وأخرج من البطولات بطرق مؤلمة، لكن ما زال شامخا، يتطلع إلى المستقبل، وتعاقداته تشهد على ذلك.

* كل التعازي للأمير نواف بن فيصل بن فهد، تغمد الله والدته بواسع رحمته وأسكنها فسيح جناته.

[email protected]