«من زمان أنت وينك»؟!

عادل عصام الدين

TT

توقعت أن يقدم الأهلي ما لم يستطع تقديمه طيلة هذا الموسم، تعويضا لجماهيره، وردا على كل ما حدث بعد خسارته الأولى أمام الشباب في الملعب، وفوزه «كما كان متوقعا» بالاحتجاج، لأن خطأ الشباب كان واضحا جدا «نظاميا»، لكن الأهلي لم يكن مؤهلا نفسيا، لم يقاتل إلا قليلا، بل دانت الكرة للشباب أكثر، وظهر أكثر جدية وحرصا وقتالية، ولاحت له فرص سهلة، واقترب كثيرا من إحراج الأهلي الذي كان قد كسب المباراة الأولى بعد الاحتجاج 3 - صفر.

فاز الشباب بجدارة، وخرج بشرف وبخطأ إداري فادح، أما أكثر ما لفت انتباهي في مباراة الإياب بين الفريقين ما يلي:

- جماهير الأهلي الرائعة المختلفة كثيرا هذا الموسم.

- روعة الشباب وسلاسة أدائه وبراعة وسطه.

- عودة أحمد عطيف إلى مستواه وتألقه.

- الأداء الجميل القوي لعملاق الأهلي تيسير الجاسم.

وأبدأ من الأخير، بل يهمني كثيرا أن أتحدث عن عودة العملاقين، أحمد عطيف وتيسير الجاسم، وإن كنت قد سعدت بعودة تيسير أكثر، لأنه غاب أكثر من فنان الشباب أحمد عطيف، لأن الأخير قدم بعض المباريات الجيدة هذا الموسم، وإن لم يكن في مستواه الطبيعي، لا سيما بعد أن غاب شقيقه النجم عبده.

ولو لعب الأهلاويون كما لعب تيسير لسارت المباراة على نحو مختلف، وما فعله الجاسم أنه قدم العطاء الذي جعله قادرا على استثمار قدراته التي تضعه في المركز الأول على مستوى الأهلي، وذكرنا كثيرا بالعام الذي تألق فيه قبل وأثناء نهائيات إندونيسيا الآسيوية.

تيسير الجاسم كان لاعبا «عالميا» في مباراة فريقه مع الشباب، وعندما يشاهد المتابع لاعبا سعوديا وهو يظهر بهذا المستوى يتمنى أن يكون الأداء كذلك في كل المباريات، ولكن كرة القدم، كما علمتنا التجارب، تتأثر بالظروف المحيطة كثيرا بغض النظر عن كفاءة اللاعب.

تيسير.. كان حاضرا غائبا في المباراة الأخيرة، كان في أفضل حضور له منذ عرفته، ولا أنسى الخلوق الفنان أحمد عطيف، وكذلك ماجد المرحوم، وبعض لاعبي الشباب الذين كانوا أفضل من الأهلي.

ركزت على مباراة الأهلي والشباب لأنها نالت الاهتمام الأكبر، والسبب معروف، ثم إنني لم أجد في مباراة الاتحاد والنصر ما يستحق، فقد كانت المباراة مملة رتيبة، وضح لي أن الفريقين «خارج الفورمة» وهو أمر متوقع وطبيعي، وبالرغم من أن الاتحاد كان شاردا خارج مستواه، باستثناء الدقائق الأخيرة، فإن النصر لم يستثمر الشرود الاتحادي، فاستحق «الاتحاد» التأهل، وفي الشرقية لم يستحق «إتي» الشرقية التأهل، وكان خروجه مفاجأة أمام فريق يعاني نفسيا وذهنيا، ويبدو أن الاتفاقيين استسهلوا المهمة ولم يهتموا كثيرا بـ«شباب» الوحدة، فكان الخروج المر.. ولا جديد في مباراة الفيصلي والهلال، فقد خطف الزعيم الفوز كما كان متوقعا، على الرغم من أن الهلال فاجأنا بعدد كبير من الواعدين، وقد أحسن صنعا، وكان واثقا من كفاءة وإمكانات عناصره.

وأختم بتوجيه السؤال للنجمين الكبيرين تيسير الجاسم وأحمد عطيف: «من زمان أنت وينك»؟!!

[email protected]