الوحدة قادم.. فانتظروه

أحمد صادق دياب

TT

لا تملك، بغض النظر عن ميولك ورغباتك، إلا أن تحترم وتقدر الفريق الوحدوي على تأهله المستحق إلى دور الـ4 في البطولة ذات المكانة الخاصة في قلوب الرياضيين.. فهذا الفريق الأحمر تمكن من قلب كل التوقعات وعكس آراء ما يسمون الخبراء، ويتحدى ظروفه، ويهزم كل محاولات الإحباط التي تعرض لها في الأيام القليلة الماضية على خلفية القرار الذي صدر بحقه، وتمكن من إثبات أنه من معدن نادر، صلب، لا يمكن أن يستسلم. ففي ومضة عين تمكن الغزال الأسمر (مختار) من خطف قلوب الوحدويين والاتفاقيين على حدٍّ سواء، الأولى بالفرح الذي غرسه، والثانية بالحسرة التي غرسها في قلوب محبي إتي الشرقية.

لو كنت أملك كأسا خاصة لقدمتها للوحدويين لقدراتهم على إبعاد فريقهم الأول عن الضغوط التي تحملها الإدارة، وإعداده بهذا الشكل الرائع والجميل، والكشف عن كنوز محلية من كرة القدم تم إخراجها من منجم الوحدة.

أتمنى من القلب ألا ينشغل الإعلام الرياضي الآن وبعد انتهاء البطولة بالتفرغ إلى محاولة الدفع بمختار في متاهة رغبات ما يسمى الأندية الكبرى، ويشتت تفكير هذا اللاعب الواعد ويبعده عن العمل على تطوير نفسه، وهنا بالتأكيد دور الإدارة الوحدوية، وأركز على الصديق حاتم خيمي في إبعاد هذا النجم المقبل عن هذه المؤثرات التي قد تلهي وتنهي حياة لاعب مميز يمكن أن يكون واحدا من النجوم الكبار القادمين إلى الساحة في زمن شح فيه النجوم الحقيقيون، مؤكدا أن أرض مكة المكرمة ستظل دائما ولادة للمبدعين.

فقد الوسط الرياضي السعودي مؤخرا واحدا من ألمع من أنجبتهم الكرة السعودية عبر تاريخها الطويل، واحدا من أبرع من لعب الكرة على الأراضي السعودية.. من سعد بمشاهدة هذا اللاعب لا يمكن أن ينسى أبدا الانبهار الذي كان يزرعه في قلوب من يهوى كرة القدم.. وعلى الرغم من توافر كل عوامل الموهبة لدى هذا النجم الحقيقي، فإنه كان من أكثر الناس بعدا عن الأضواء، وزهدا فيها، كان يميل إلى الهدوء وممارسة حياته بعيدا عن صخب كرة القدم الذي عاشه وعشقه حتى النخاع.. آخر مرة التقيته كان في احتفالية أقيمت قبل سنوات في جدة تكريما للنجم الكبير سعيد غراب.

وكعادته كان هادئا، بسيطا، وأذكر أن حديثي معه كان عن كرة القدم الحديثة، وعبر في تلك اللحظات النادرة عن رأيه فيها، وأذكر أنه قال عنها إنها منظمة جدا، لكنها ابتعدت باللاعب عن العشق الذي يمكنه من الإبداع، فأصبح يطبق من خلالها منهجا محددا يحد من إمتاع الجمهور؛ لأن الفوز وحده هو الهدف الأساسي للعبة الجديدة.. رحم الله سعيد لبان رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعله من المقبولين وأسكنه في فسيح الجنات العلى.