يقول الإسباني خافيير فاوس، نائب رئيس نادي برشلونة للشؤون الاقتصادية، في تصريحات إعلامية نقلتها الصحافة الكتالونية «البرشلونية» الأحد الماضي عندما سئل عن الإنفاق المحتمل لضم فابريغاس وروسي وسانشسيز «لدينا 45 مليون يورو للتعاقدات.. لو أنفقنا 65 أو 70 مليون يورو، فسيكون علينا البحث عن طرق للحصول على بقية الأموال».
انتهى كلام المسؤول الكبير في أحد أعظم أندية العالم، لكن التساؤلات بالنسبة لكاتب هذه السطور لم تنته بعد.. متى نتعلم التخصص من هؤلاء؟ هل لدينا مثل ما لديهم؟ يضعون الأمور في نصابها ولا يكلفون أنفسهم شيئا!
المسؤول يتحدث عن ميزانية محددة ووسط ذلك كله مدربه العريق «الشاب» غوارديولا طالب ببعض اللاعبين أمثال فابريغاس وروسي وسانشيز، لكن الإدارة المتخصصة في الاقتصاد بالنادي تقول للمدير الفني المتألق.. طلباتك تتجاوز الميزانية.. حينما تصر عليها سنعمل على إيجاد حلول أخرى!
إن الحلول الأخرى بالتأكيد تذهب إلى اقتراضات بنكية أو بيع لاعبين لا يريدهم الفريق والمدرب، ولكن..
لماذا لا يكون مثل هذه المعلومة التي أنقلها لكم بعد أن قرأتها أمس في وكالة الأنباء الألمانية «محل النظر» بالنسبة لأنديتنا؟!
محليا تتفاجأ الأندية مثلا بتعاقدات لا تعرفها الإدارة أو حتى المدرب.. تصوروا، ذات مرة سئل رئيس نادي الاتحاد إبراهيم علوان عن هدية عضو الشرف منصور البلوي، فقال منفعلا «لا أعرف شيئا عن ذلك» أما المدرب ديمتري، فأشار متعجبا إلى أنه لا علم لديه حيال هذا التعاقد!
تعاقد الرئيس الأسبق مع مدافع الاتفاق حسين النجعي دون علم الإدارة والجهاز الفني.. إنها خطوة للوراء، بل هي تهميش للرأي الفني وللنظرة الاقتصادية التي يسير عليها الفريق، وقبل ذلك إدارة النادي!
قد يكون اللاعب كبيرا ومميزا، لكن الإدارة لا تريده، أو أن أسلوب النجعي لا يخدم المدرب، وبالتالي تبدو الصفقة فاشلة بكل المقاييس الفنية قبل المنطقية!
تضع المجهر على جميع أنديتنا التي باتت الآن تتحرك للمزيد من الصفقات، ولا تجد ناديا يسير وفق خطة صحيحة في التعاقدات المنسجمة مع متطلبات المرحلة المقبلة!
من يتعاقد مع اللاعبين.. الإدارة أم المدرب؟ من يحدد نوعيتهم.. الإدارة أم المدرب؟ من يفترض أن يحدد احتياجات الفريق غير المدرب؟
99 في المائة من هذه الأسئلة تبدو مخالفة لواقعنا الحالي.. الإدارة تفعل كل شيء.. هي التي تضع برنامج الإعداد.. هي التي تختار اللاعبين.. وهي التي تسقط بعض اللاعبين من قوائمها النهائية.. أما المدير الفني فيأتي في الأخير.. أتدرون لماذا؟ لأنه قد يرحل في أي لحظة وسط قرار عشوائي.. انفعالي.. لكسب صمت الجماهير وشراء أصوات الإعلام «المنافق»!
خلاصة الكلام.. التخصص هو سبيلنا للنجاح.. وفزعات بعض الشرفيين الباحثين عن الأضواء قد تضر بالفريق أكثر مما تنفعه، على الرغم من يقيني أنه ربما يعشق ناديه أكثر من الرئيس والمدرب.