ماذا لو لم يحضر غوميز؟

موفق النويصر

TT

167 يوما هي الفترة التي قضاها المنتخب السعودي الأول من دون مدير فني بعد إقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو في التاسع من يناير (كانون الثاني) الماضي، والإعلان شبه الرسمي عن اسم المدرب الجديد، الذي سيوقع معه الاتحاد السعودي لكرة القدم رسميا في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.

البرازيلي ريكاردو غوميز، الذي أعلن من مسقط رأسه أنه لن يغادر ناديه لتدريب المنتخب السعودي، وأعقبه تأكيد سعودي بقدومه في الموعد المحدد، انقسم حوله الشارع الرياضي بين مؤيد ومعارض، فبينما يرى فريق أن هذا الاسم ليس منتهى طموح الكرة السعودية، خاصة بعد تداول الإعلام المحلي والعالمي خلال الأشهر الماضية أسماء مدربين عالميين من عينة البرازيلي زيكو، والهولنديين غوس هيدينك ولويس فان غال، والأرجنتيني مارسيلو بييلسا، والبلجيكي ميشال برودوم، والمكسيكي خافيير اغويري، يرى آخرون أن الرهان على الأسماء الكبيرة لم يكن دائما في مصلحة المنتخب السعودي، وأن أفضل إنجازات الكرة السعودية تحققت على أيدي مدربين محليين أو أجانب ليسوا ذائعي الصيت.

السؤال المهم الذي يلح في أذهان جميع السعوديين، ما هي المعايير التي اعتمدتها لجنة البحث عن مدرب المنتخب، وإذا كان هناك إجماع على مواصفات المدرب القادم، بحسب تصريحات محمد المسحل، مدير عام المنتخبات، وأنها توافرت في غوميز، فلماذا تنقلت لجنة المنتخبات بين أكثر من بلد أوروبي ولاتيني قبل أن تحط رحالها في البرازيل.

والسؤال الآخر كيف ينسجم أن تتجه جميع الأندية السعودية نحو المدرسة الأوروبية، مثل البلجيكية والفرنسية والبرتغالية والكرواتية، فيما تتجه إدارة المنتخبات نحو المدرسة البرازيلية، وهي التي أثبتت عدم جدواها لغير أبناء السامبا. ألم يكن من الأجدى توحيد المدارس الكروية بين الأندية والمنتخبات، بحيث تتكامل الجهود للعمل على نهوض الكرة السعودية من كبوتها؟

سؤال ثالث لا يقل أهمية عن سابقيه، ماذا لو لم يحضر ريكاردو غوميز في موعده المحدد كما صرح بذلك قبل أيام لصحافة بلاده، هل لدى اتحاد الكرة خطة بديلة، أم أننا سنعود للعادة القديمة بالاستعانة بالمدرب الوطني، خاصة إذا ما علمنا أن أولى مشاركات المنتخب ستكون بعد نحو شهر من الآن عندما يلتقي منتخب هونغ كونغ في انطلاق تصفيات آسيا المؤهلة لمونديال 2014 بالبرازيل، إذ يلتقي المنتخبان ذهابا بالرياض في 23 يوليو (تموز)، وإيابا بهونغ كونغ في 28 من ذات الشهر.

الأكيد أن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت، خاصة أن الغموض ما زال يلف شكل المنتخب في المرحلة المقبلة، سواء على مستوى اللاعبين أو البطولات المحلية، عوضا عن أن مشاركة المنتخب في التصفيات الأولية في آسيا المؤهلة لمونديال البرازيل ستكون بعد موسم طويل، خلف الكثير من الإصابات في صفوف نجوم الكرة السعودية، ناهيك عن الإجهاد والملل الذي أصاب جميع اللاعبين.. فهل البداية مع ظروف كهذه تدعو للتفاؤل؟ أتمنى أن أكون مخطئا في مخاوفي.

[email protected]