نور.. ديمتري: التخصص «هلال»!!

هيا الغامدي

TT

لا أحد بإمكانه إلغاء حاجز الإثارة والندية اللتين تصنعهما الأقدام الزرقاء/ الصفراء في المواسم الأخيرة، ضمن تميزهما واختلافهما عن البقية، مستخدمين أعلى معدلات استراتيجيات «أوتو جينيك» في التحدي والمنافسة!! وهذا الموسم قربت المسافة أكثر بين الندين بالشكل الذي أعطى أفضلية ابتدائية للهلال، في الوقت الذي كان الاتحاد يعيش فيه أوضاعا مضطربة مع مدربه السابق، وحالة من اللااستقرار واللادافعية واللاتنظيم، لفترة ليست بالقصيرة، استجمع الاتحاديون قواهم الباطنة بعدها بتجميع النقاط، التي يمكن من خلالها، استعادة الوهج لفريقهم المسلوب..!

نعلم ما مر به الاتحاد من فقدان توازن وأسباب ذلك، من نواح إدارية شرفية فنية عناصرية، «ولكن» تلك الأوضاع ترتبت (بقدرة قادر) مع وصول المنقذ ديمتري الذي أعاد التوازن للفريق وأعطاه كاريزما البطل المفقود، والذي شاهدناه، في مواسم مضت، مدربا يعمل على تفنيد متطلبات النجاح لفريقه، وإعادة ترتيبها ورصفها بالطريقة التي تخدمه هو، والكيفية التي تؤهل فريقه للظفر بالبطولات، وهو الذي تشعر معه بالتوهان التكتيكي..؟! فوجود متضادات دراماتيكية مختلفة بالذهنية التدريبية الواحدة، ليس دلالة ضعف، بل هو دلالة صواب ومغزى إيجابي، وديمتري رجل يلعب بتكتيك وتخطيط سابق، يفعل ذلك بمعاونة ما يسميه علماء النفس «التهيئة النفسية الجمعية» التي تبدأ من عنصر لتستشري في باقي الجسد، لتمر بمراحل أساسية من الموازنة والملاءمة والانسياب!

«نور» الاتحاد.. هو «نور» ديمتري على الميدان، وفي ليلة خسوف الهلال تجلى «النور» بدرا بمنطقية الناطق الرسمي لذهنية مدربه الداهية ديمتري، ووزنية القائد الحركي لزملائه ليبعثرها تارة، ويلملمها تارة ضمن استراتيجية ذهنية تناظرية متلازمة، تخلق الفرصة تلو الأخرى! وحينما نتأمل تلك الكيمياء العناصرية التي تبلغ أقصى درجات فعاليتها أمام الغريم التقليدي، الهلال الذي حولته رياح الغبار الصفراء لأشباح زرقاء من وهم وخيال، نجد أنه، وللأمانة، منذ قدوم ديمتري والاتحاد صاحب صوت أعلى بالمنافسات التي تجمعه بالهلال، واسألوا آسيا واسألوا الأبطال... وأنشدوا الهلال (كيف الحال)؟!

وفي ليلة الخسوف غاب الهلال وتجلى الاتحاد وبانت المسافة واضحة جلية بين الواقع المنطق والمحال (ثلاثية)، والرد في جدة والمسافة أبعد من الخيال للهلال، وردود أفعال إدارته تتراوح ما بين التكتم والتعليق المثير للتساؤلات، أيعقل يا إدارة الزعيم هذا التوهان والدوران ضمن حلقة مستديرة من المسببات التي لا تفضي لشيء؟ إصابات (وعديناها)، إيقافات (ومررناها)، عقوبات (واستوعبناها)، لكن الخطأ الجسيم، في رأيي، يكمن في طريقة تناول موضوع تغيير المدرب وعدم تقبل أخطائه، وانخفاض معدلات القناعة به كمدرب، بيئة عمل كهذه يعلم المدرب من خلالها أنه مجرد مرحلة (صبر) مؤقت، لحين قدوم المدرب الجديد، ألا توافقوني بأنها محرجة (مربكة) لذهنية الرجل ونفسيته وطريقة تركيزه بالمباريات؟ وأيا كانت الأسباب من كالديرون أو من الإدارة فمنذ إعلان (النية بالتغيير) والفريق من منزلق لمنزلق ومن بطولة لبطولة تنزلق أقدامه!! فهل تكرمت إدارة الهلال وأعلمتنا أين الخلل الذي أعلنت عنه؟! أم أنها ستبقى على الكبرياء ذاته الذي ستبدأ به مشوار الموسم المقبل وكأن شيئا لم يكن؟!

[email protected]