هلال الكمال والتقصير!

مساعد العصيمي

TT

توفي والد نجم الاتحاد عبد الملك زياية.. وكان من غير اللائق أن يبقى النجم في جدة وعزاء والده في الجزائر.. فغادر لأيام ثلاثة ثم عاد إلى فريقه نجما يقوده للفوز على الهلال. كانت رحلة للعزاء فقط.. لأن في الاتحاد من يسير وفق المناهج ويعمل باحترافية كاملة!

في الهلال ليست هناك وفاة.. بل خلل عملي تعاملي مع الأجانب وحتى المحليين.. أما كيف فلنقرأ سجل الانضباط.. فما الذي يدفع نجما محترفا أوروبيا كفيلهامسون ليضرب بقرارات الإدارة عرض الحائط ويتأخر عن موعد حضوره؟.. حدث هذا وهو الذي نعم بإجازة قبلها بثلاثة أسابيع وسط معمعة الموسم، بل إنه عاد وبكل صفاقة ليعتدي على لاعب منافس ويطرد غير مأسوف عليه..

لنترك فيلهامسون.. فما الذي يجعل من نجم كبير بقيمة رادوي نزقا كثير الخروج عن النص.. بل إنه ضرب أرقاما قياسية في الطرد والإيقافات؟.. هل هو دلال، أم نتاج ضعف وجدة هذا النجم، وبات لا عليه، يفعل ما يريد؟!

دعونا ننتقل للهادئ المتواضع الكوري.. فمن جهتي بحثت في سجله ولم أشاهد عليه خروجا عن النص.. لكنه فعل ذلك مع الهلال وأمام سباهان وبطرقة مخجلة أفضت إلى طرده واستمرار إيقافه لموسم آخر.. لن نركز على الأجانب لنذهب إلى المحليين.. كيف يستمر نجم بقيمة ياسر القحطاني أسيرا للتراجع والضغوط؟.. ما الذي تم عمله لأجل ذلك؟.. الآن خسره الهلال.. ويخشى محبوه أن تستمر خسارته. لننتقل لطيب الذكر عزيز.. فما فعله هذا الموسم تجاوز بكثير كل المواسم، والسبب أن من أمن العقوبة أساء الأدب.. غاب من دون مبرر.. ليعود أساسيا ضد الاتحاد وحقوق الهلال في مهب الريح. هل أتحدث عن التعاقدات المدوية المحلية لهذا الموسم من نوعية الخالدي وعلي والجمعان والكعبي والجيزاني؟.. ووفق منظور خبير يقول إنهم لا يستحقون أن يكونوا في فريق درجة أولى فكيف بفريق كالهلال؟.. وحين حضرت حاجتهم تواروا ضعفاء.. على قد حالهم..

لن نقف أبدا، فأين مدير كرة القدم؟.. كثرت رحلاته، وتباعدت خطواته.. أيضا هل احتاج الهلال وسط المعمعة إلى التفكير بصوت عال تجاه التعاقد مع أونيل.. كان جديرا احترام الجهاز الفني حتى نهاية عمله.. أليس كذلك؟!

وبعد لست هنا بصدد تصوير الهلال بالفريق الذي أصيب في مقتل، وفي معظم الأحوال لم يكن مطلوبا منه أن يحرز كل بطولة، وإن خسر كان يجب كفريق بطل أن يخسر بشرف.. لكن علينا أن نعترف بأن نتائجه الأخيرة القاسية أفضت إلى أنه يعاني، وظهر وكأنه فريق من دون هوية ولا شخصية.. وبدأت أموره تتكشف.. وأن هناك خللا يجب تداركه.. بعيدا عن الحساسية والنظر لكل من ينتقد بعين الريبة!

فمن تكشفت عيوبه الآن فجدير أن يبدأ حلها من الآن.. أما التأكيد على أنه الفريق الذي لا يهزم.. فأثق تماما أنه سيخرج العام المقبل من الدور الأول الآسيوي.

على الهلال إعادة ترتيب أوضاعه.. فأجانب استمرأوا الخروج عن النص جديرون بأن يرحلوا، والأخطاء مع المحليين تعاقدا وتعاملا من الحكمة أن تتغير. الهلال يحتاج إلى عمل.. وقلب محب يتسع للنقد.. مدرك تماما لمن يريد نجاحه ومن يتمنى إخفاقه.. لا إلى تصريحات وتبريرات.. فما حمله الربع الأخير من الموسم يشي بكثير من الخلل.

[email protected]