حقوق القحطاني.. يا اتحاد الكرة

عبد العزيز الغيامة

TT

«حقوقي المالية المترتبة على التعاقد مع المدرب السابق للمنتخب السعودي خوسيه بيسيرو في عقده الثاني لم أتسلمها إلى هذه اللحظة، ما أريده فقط هو 400 ألف يورو.. إنها حقوقي، فلماذا يماطلون في تسليمها؟»..

هل يعقل أن اتحاد كرة القدم السعودي، الذي تتجاوز إيراداته المالية سنويا ما يزيد على 200 مليون ريال، غير قادر على منح وكيل التعاقدات أحمد القحطاني حقوقه المالية التي لا تتجاوز الـ400 ألف يورو؟!

هل ما قاله أحمد القحطاني أمس في حواره مع صحيفة «الوطن» صحيح؟.. وإذا كان صحيحا ما موقف اتحاد الكرة السعودي من ذلك؟.. لماذا تأخر في منح الرجل حقوقه، أوليس من الأفضل أن يعطى كل أجير حقه قبل أن يجف عرقه كما يقول الحديث الشريف؟!

نريد لكرتنا السعودية أن تتطور وترتقي وتتألق، لكننا نفعل أشياء في حياتنا العملية قد تكون سببا في المزيد من أخطائنا وعثراتنا ومشكلاتنا!!

نعم قد يكون لعدم منح هذا الرجل وغيره حقوقه المالية دور في ما يحصل لمنتخباتنا ولجاننا الكروية.. إنها تخرج من مشكلة وتقع في أخرى.. بل بلغ الحال بأنديتنا إلى أن تتجاوز اتحاد الكرة إلى الفيفا والمحكمة الرياضية الدولية لأنها لم تعد تؤمن بقدرة لجان اتحاد الكرة على إعطائها الحق ومنحها ما تريد وفق اللوائح والنصوص لا تكرما أو توجيها أو ما شابه!!

حاول أحمد القحطاني طيلة الأشهر الماضية أن يصل إلى اتحاد الكرة للحديث مع مسؤوليه، بيد أن محاولاته كلها باءت بالفشل كما يقول في «حديثه المحزن» والمسيء لصورة اتحاد الكرة السعودي!!

ربما أن هناك من يغيّب المعلومة الحقيقية عن المسؤول الأول، وبالتالي تغيب عنه التفاصيل، ومن أبرزها في رأيي حق هذا الوكيل الذي يحصل على رزقه من جراء عمله في وكالة التعاقدات مع اللاعبين والمدربين!!

قد أتجاوز هذا الحديث لو كان الأمر معنيا بأندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي لأسباب متعددة، لكن أن يكون هذا الفعل والموقف من اتحاد الكرة السعودي، فهذا لعمري ما لا يمكن أن يتجاوز عنه أو يسكت تجاهه، والأسباب أيضا كثيرة، ومن بينها أنه هو القاضي والحكم أمام الأندية، وإذا كان هذا فعله فمن باب أولى أن تقوم الأندية بتأخير مستحقات لاعبيها ومدربيها وحقوق العاملين فيها وكذلك حقوق وكلاء التعاقدات وغيرهم!!

يا اتحاد الكرة من حق وكيل التعاقدات أحمد القحطاني أن يجلس معك، وأن تنظر في مطالبه، وأن تمنحه حقه إن كان له صدقا ما قال، وأن توضح له وللرأي العام حقيقة ما هو غائب عن الجميع.

مخجل جدا أن نشاهد اتحادات عالمية وأندية أوروبية تؤمن حقوق منسوبيها والعاملين معها شهرا بشهر، ويوما بيوم، فيما نحن الذين يفترض أن نقوم بذلك نتأخر بالأشهر والسنوات لإعطاء من يعمل معنا حقه.. وفي النهاية وللأسف نشكره على منحه حقنا رغم أنه مجبر عليه وواجب مستحق ولا مراء فيه!!

[email protected]