غوارديولا يشعل سوق الانتقالات الصيفية

لويجي غارلاندو

TT

بعد المستوى الرائع الذي ظهر به جوزيبي روسي وكاسانو مهاجما المنتخب الإيطالي أمام أستونيا والإشادة الكبيرة التي حظيا بها، جاءتنا رسالة قصيرة على الهاتف من أحد مشجعي نادي أودينيزي قال فيها: «أين كنتم خلال الموسم الماضي؟ ألا يوجد لدينا في فريق أودينيزي لاعبون كبار في خط الهجوم؟ لا تنسوا سانشيز ودي ناتالي». إن كرة القدم الإيطالية تمر بفترة يمكن وصفها بفترة الأمومة. فكل شخص يعتز بصغاره. ومن لديه قزم في الحديقة كان يخفيه في السابق أصبح الآن يعرضه بكل وضوح. ويعود الفضل في ذلك إلى نادي برشلونة لأن القواعد منذ بداية كرة القدم يتم وضعها من جانب المنتصرين. ونظرا لأن تشابي وأنيستا وميسي فازوا مع فريقهم بجميع البطولات، فقد ازدادت قيمة اللاعبين أصحاب المهارة العالية والقامة القصيرة والبنية غير القوية. ولقد أعلنها جوفينكو صراحة عندما صرح قائلا: «شكرا غوارديولا، الصغير جميل».

وقد أصابت حمى نادي برشلونة حتى المدرب الإيطالي جامباولو الذي كان يعتبره زملاؤه علما من أعلام الفكر الدفاعي في عالم التدريب. فقد درس جامباولو المدرب الجديد لنادي تشيزينا طويلا خلال الشهور الماضية طريقة غوارديولا ولويس إنريكي مدربي فريق برشلونة (الأول والثاني على الترتيب) ووعد بتقديم كرة قدم هجومية على ضوء طريقة 4/3/3 التي يطبقها فريق برشلونة وطالب إدارة نادي تشيزينا بعدم بيع جياكيريني الذي يعتبره مثل فيا في فريق برشلونة. وأصبحت سوق الانتقالات المقبلة هي سوق الانتقالات الخاصة برؤوس حربة من عينة جياكيريني وسانشيز، ممن يتميزون بضآلة القامة والسرعة والقدرة على إيجاد المساحات على الأجناب. فالجميع الآن يبحثون عن لاعبين بهذه المواصفات.

إن كونتي مدرب فريق اليوفي الجديد معجب بشدة بجياكيريني لكنه يعتقد أنه يمكن أن يتدبر أموره بجوفينكو رغم أن الأخير لا يجيد اللعب على الأجناب ولا ينوي نادي بارما الاستغناء عنه. لكن ما يهمنا هنا ليس هو الصفقة وسيرها بل المهم هو حقيقة أن نادي اليوفي يفكر في استعادة جوفينكو بعد أن كان يعتبره لاعبا عديم الجدوى وسطحيا وصغير الحجم وعديم التركيز. ولعل سعي اليوفي نحو التعاقد مع جوفينكو من جديد يعتبر ردا نهائيا لكرامة اللاعب الذي تركه اليوفي من قبل، وكان جوفينكو قد لقن اليوفي بالفعل درسا قاسيا عندما سجل في مرماه في المباراتين اللتين لعبهما مع فريق بارما ضد اليوفي هذا الموسم وساهم في إبعاده من البطولات الأوروبية. وقد علق سيدورف لاعب الميلان على ترك اليوفي لجوفينكو قائلا: «يا له من خطأ ارتكبه نادي اليوفي عندما ترك لاعبا موهوبا مثل جوفينكو يرحل عنه. لقد كان جوفينكو يستطيع صناعة الفارق مع اليوفي. هل هو صغير ضئيل القامة؟ وهل كان زولا عملاقا؟». وهذا هو بيت القصيد: هل كان من الضروري أن يفوز فريق برشلونة بجميع البطولات حتى نكتشف قدرات جوفينكو أم كان يجب علينا أن ننتبه على الفور لما أدركه سيدورف؟ هل أظهر اللاعبون الأجانب من طراز غانسو ودانيلو وكازيميرو والكثير من أصحاب الموهبة الذين نسعى للتعاقد معهم بمبالغ خرافية مهارة وموهبة أكثر من جوفينكو؟