الوجه القبيح للخسارة..!

منيف الحربي

TT

قبل مباراة الذهاب بين الهلال والاتحاد قال الكابتن صالح النعيمة إنه يشكر النصر الذي (رغم ظروفه) كشف حقيقة الفريق الاتحادي، مضيفا أن لاعبي الأزرق سيثأرون لخسارتهم الآسيوية ويثبتون لجماهيرهم علو كعبهم.. بعد المباراة صب الكابتن جام غضبه على اللاعبين ووصفهم بأنهم من فئة «أبو ريالين» منتقدا غيابات سامي الجابر المتعددة والتعامل الإداري الرخو مع اللاعبين الأجانب!

تباين رأي الكابتن صالح وتغيره من أقصى اليمين لأقصى الشمال خلال ثمان وأربعين ساعة طبيعي وإن كان غير موضوعي، فهو طبيعي لأنه (تعليق) منفعل جاء كرد فعل، وغير موضوعي لأنه (رأي) عاطفي بحت، نتقبله من مشجع لكن نستغربه من رياضي بخبرة ومكانة أبو فهد.

الهزيمة ترفع الغطاء عن الأخطاء، بل تتيح الفرصة لسلبيات غير موجودة تأتي من خارج الأسوار وتحضنها بيئة الهزائم فتتكاثر حتى يستشري المرض، لهذا كانت نتائج الهلال طوال الدوري تحمي العمل من ردود الفعل الآنية وتوفر معالجة المشكلات قبل أن تكبر، رغم أن الفريق ظهر بأداء متواضع في عدة مباريات.

المؤسف أن الرأي الموضوعي المنصف يغيب في مثل هذه الأجواء، لا أقصد الجماهير فهذا شبه مستحيل، إنما أقصد آراء إعلاميين ورياضيين خبراء ينتظر منهم قراءات مفيدة وتحليلات ثرية.

مشكلة الهلال متكررة، وتتمحور تحديدا في العقبة الآسيوية التي تهوي كل عام بالطموحات الزرقاء وتذيب كل الإنجازات السابقة، وهي هذا العام أشد تعقيدا كون المغادرة جاءت على يد العميد وبنتيجة كبيرة.. صحيح أن القائمين على الفريق يعيدون بناءه في الصيف بصورة متينة لكن هذا البناء يتهدم أمام (عواصف) البطولة القارية بعد أن يكون قد قاوم كل (أعاصير) التنافس المحلي الساخن.

أمر آخر يستحق التنويه، فالحماية الكاملة ليست صحية لأنها تضعف المقاومة، ولاعبو الهلال الأجانب كانوا في قمة التميز الفني لكن الحماية الإعلامية والإدارية (التي كانت تحيط أخطاءهم) بشكل مبالغ فيه جعلتهم في النهاية يتصرفون تصرفات غريبة وكأنهم ليسوا لاعبين محترفين كلفوا الملايين، فرادوي منذ شهرين وهو يتمخطر في وسط الملعب دون قتالية وفيلهامسون على نفس المنوال.

يبقى الاتحاد الفريق الذي حصد الإشادات، فهو (في رأيي) تغير على الصعيد النفسي أكثر منه فنيا، والدليل مباراتا النصر (بالمناسبة لو تأهل النصر وقابل الهلال لكان العامل النفسي أيضا حاضرا بقوة، ولزادت مواجع العالمي وكان ختام الموسم الهلالي مسكا وعنبر)..!

الخلاصة أن الفروق الفنية في نهاية المسابقات تكون قليلة، لكن الفوارق النفسية تكون كبيرة، هذه الفوارق هي التي جعلت العميد يلملم شتاته وينال كل هذا الاحتفاء بينما مزقت الأوراق الزرقاء وجعلت الهلال يعاني كل هذه المعاناة.