جائزة «الرياضية السعودية» وترميم ثغراتها

موفق النويصر

TT

في خطوة مقدرة للقناة «الرياضية السعودية» والقائمين عليها، كرمت القناة بالأمس 8 من نجوم الموسم الرياضي في 5 ألعاب جماعية، هي كرة القدم والطائرة والسلة واليد وكرة الماء.

وكما هو متوقع، حصد حسن العتيبي، نجم نادي الهلال، جائزة أفضل حارس، بالإضافة إلى جائزة أفضل لاعبي الموسم، بينما نال زميله أسامة هوساوي جائزة أفضل مدافع، ومحمد نور من الاتحاد جائزة أفضل وسط، وناصر الشمراني من الشباب جائزة أفضل مهاجم.

في مقابل ذلك، تقاسم لاعبو الهلال أحمد البخيت، ومهدي آل سالم من النور، وجابر الكعبي من الاتحاد، وياسر بكر من القادسية، جوائز أفضل لاعبين في الكرة الطائرة واليد والسلة والماء على التوالي، ومبلغ 30 ألف ريال والكرة الذهبية لكل لاعب منهم.

الغريب أن جائزة القناة الرياضية في موسمها الثاني شملت بعض الألعاب الجماعية الأخرى غير كرة القدم، في وقت كان الأولى أن تستكمل باقي قطاعات الكرة قبل الانتقال لهذه الألعاب، كجائزة أفضل لاعب واعد، وأفضل مدرب، وأفضل إداري، وكذلك أفضل حكم، على أن يكون الانتقال لباقي الألعاب الجماعية الأخرى بالتفصيل أسوة بكرة القدم، كجائزة أفضل ضارب، وأفضل حائط صد، وأفضل مدافع، وأفضل لاعب حر، إلى غير ذلك من التفصيلات الأخرى الخاصة بالكرة الطائرة، التي تختلف أيضا عن الألعاب الأخرى في كرة السلة واليد والماء.

في تقديري أن هذه الجائزة إن أريد لها الاستمرار والنجاح واعتمادها كأهم جائزة للنشاط الرياضي في السعودية، فإن ذلك رهن بتوضيح المعايير التي يتم بها اختيار اللاعبين المتفوقين، وحبذا لو كانت كتلك المعتمدة في البطولات الأوروبية، وقبل ذلك يجب الكشف عن هوية أعضاء اللجنة المعنية بالاختيار، وحبذا لو كانوا من المدربين والإداريين والحكام الوطنيين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة.

أمر آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو موضوع قيمة الجائزة المالية، فهل يعقل أن تكون جائزة أفضل لاعب في موسم رياضي كامل، تعادل في حجمها المالي قيمة جائزة أفضل لاعب في مباراة واحدة، التي تقدمها شركة «زين» الراعية لبطولة الدوري، والتي بكل أسف لا تحظى بثقة وقبول معظم الجماهير، كونها تعتمد على التصويت الهاتفي، الذي تحركه العواطف والانتماءات قبل كفاءة اللاعب المختار.

أمر آخر يجب عدم إغفاله وهو أن توفير «الرياضية السعودية» للموارد المالية المطلوبة لدعم هذه الجائزة، قد يصطدم ببعض العوائق البيروقراطية، كما هي الحال عند التعامل المالي مع الجهات ذات العلاقة، ولذلك فليس أفضل من تسويق الجائزة عبر رعاة خارجيين لدعمها ماليا، بما يضمن استمرارها بشكل لائق يكفل لها الاحترام والتقدير من جميع الرياضيين.

كما لا يمنع أن تكون هناك مشاركة جماهيرية في تصويت مواز، بنسبة لا تزيد على 25%، ولكن بعد تحديد الأسماء المرشحة للفوز بجوائز الموسم الرياضي من قبل لجنة الاختيار، وذلك لإعطاء الفرصة للشارع الرياضي للمشاركة في اختيار نجمها المفضل.

الأكيد أن الأفكار القادرة على خلق جائزة مميزة كثيرة ومتعددة، ولكن الانتقال بها إلى مراحل أخرى أكثر رحابة، رهن بإقدام القائمين عليها بوضع جدول زمني محدد لترميم الثغرات المتناثرة على جسدها، وبغير ذلك أخشى أن تفقد الجائزة البريق والهالة المحيط بها حاليا، لتصبح كغيرها من الجوائز التي تتحفنا بها بعض المجلات والصحف الرياضية، ولكنها لا تحظى باحترام الرياضيين قبل المشجعين.

[email protected]