سوابق بيلسا غير الناجحة تقلق جماهير الإنتر

لويجي جارلاندو

TT

إن الشك الذي تبديه حاليا جماهير نادي الإنتر لا ينبع من عدم تقديرها للمدرب الأرجنتيني المرشح لتدريب فريقها، بل هو مجرد خوف من المجهول أشبه برد فعل مشاهدي السينما الأوائل عندما شاهدوا القطار على شاشة السينما لأول مرة. ورغم أن بيلسا يتمتع بسمعة طيبة للغاية كمدرب حاذق في كرة القدم ورغم فوزه بلقب الدوري الأرجنتيني 3 مرات وتحقيق ذهبية الأولمبياد مع منتخب الأرجنتين، ورغم الأداء الرائع لمنتخب شيلي في كأس العالم الأخيرة تحت قيادته، تبقى بعض الشكوك لدى جماهير الإنتر؛ لأن آخر ناد قام بيلسا بتدريبه كان إسبانيول الإسباني عام 1998. ويبقى تدريب نادي إسبانيول، الذي لم يدم سوى فترة قصيرة للغاية، هو التجربة الوحيدة لبيلسا في أوروبا. وتعتبر إيطاليا عالما جديدا تماما بالنسبة لبيلسا، مثلما كانت بالنسبة لمواطنه لويس ميونتي، الفائز بلقب كأس العالم عام 1978، والذي تولى تدريب نادي سمبدوريا عام 1997 موضحا أنه يشعر «بأنني بافاروتي ونابليون»، ثم تم إقصاؤه من تدريب الفريق بعد 8 جولات فقط من بطولة الدوري لسوء النتائج. وهناك مثال سلبي آخر وهو كارلوس بيانكي الذي لم يبقَ على مقعد تدريب فريق روما سوى بضعة أشهر، من بداية الموسم (1996 - 1997) حتى شهر أبريل (نيسان)، لأنه لم يتمكن من فهم كرة القدم الإيطالية لدرجة أنه كان يرغب في الاستغناء عن توتي من أجل ليتمانين، وتسبب ذلك في إقالته من منصبه.

ولعل هذه الحالات تسبب أيضا بعض القلق لجماهير الإنتر. فقد كان مينوتي وبيانكي يمتلكان تاريخا طويلا في قيادة الأندية، وبعضها أندية أوروبية، بينما لا يدرب بيلسا بشكل يومي منذ 13 عاما لأنه ظل طوال هذه السنوات يدرب منتخبات من أميركا الجنوبية. ويصل بيلسا، المعروف بعشقه لطريقة 3-1-3-3 والذي يوصف بأنه الطباخ الخططي، إلى إيطاليا محاطا بالكثير من الغموض والقصص الأسطورية وكأنه بالفعل أحد أبطال أفلام الخيال العلمي. ولعل بيلسا يشبه أورلاندو، بطل إحدى روايات سوريانو، الذي كان يهدي الحلوى للاعبيه وكان يعلمهم كيف يمكن أن ينزفوا من أنوفهم وكيف يمكنهم أن يدعوا تعرضهم للضرب من أجل دفع الحكم لطرد المنافس. وتتساءل جماهير الكرة هل سيقوم بيلسا بإهداء الحلوى للاعبيه وعلى رأسهم الأرجنتينيان زانيتي وكامبياسو؟ وهل سيكفي اللاعبون الأرجنتينيون الأوفياء، المتقدمون في السن، لدعم طريقة اللاعب الطموحة والقوية التي ينتهجها بيلسا؟ إن بيلسا مدرب يتمتع بشخصية قوية، لكن التعامل مع لاعبي منتخب شيلي المتواضعين يختلف دون شك عن لاعبي الإنتر الذين حققوا الثلاثية التاريخية والذين رفضوا طريقة التعامل الخشنة لبينيتيز. ألم يكن من الأنسب لفريق وجماهير تعاني بالفعل من التوتر اختيار مدرب هادئ يمتص التوتر على طريقة أنشيلوتي؟ وكم من الوقت سيحتاج بيلسا لاستعادة إيقاع تدريب الأندية والتأقلم مع كرة القدم الإيطالية الغريبة عليه تماما؟ هذه هي الأمور التي تثير بعض القلق لدى جماهير الإنتر، لكن كل هذه الشكوك قد تختفي ويحقق بيلسا انتصارات مع الإنتر. ولعل ما يثبت ذلك أن القطار على شاشة السينما لم يصدم أحدا وما زلنا نذهب للسينما حتى اليوم.