«الطاقة» المفقودة!

عادل عصام الدين

TT

«الطاقة» باتت هي المفردة أو المصطلح الأكثر شيوعا في علم النفس الرياضي مؤخرا.

وما أكثر ما كتبت عن الاستثارة الانفعالية والجوانب التكتيكية والتقنية والبدنية والنفسية والذهنية.

والطاقة النفسية تحديدا لها أهمية كبيرة في مباريات كرة القدم لا تقل أهمية عن الجانب الخططي أو البدني. وفي مباراة الاتحاد والهلال والأخيرة كان «الشحن» على مستوى الطاقة النفسية، إن صح التعبير، جيدا للغاية؛ فالدافع الهلالي كان قويا لسببين: أولهما حضور سامي الجابر كمدرب، وثانيهما أن الهلال يبحث عن رد الاعتبار واللعب على «أمل» أن يكسب بالأهداف إن استطاع أن ينهي الشوط الأول بهدفين ويصعق الاتحاد بالتسجيل مبكرا بأكثر من هدف. لكنني قلت إن الهلال أصبح خارج «الفورمة» في ظل الانحدار على مستوى الطاقة البدنية، وهذا أمر مهم جدا في كرة القدم، ومهما كانت العزيمة قوية، والإصرار قويا، فإن الجانب البدني لا يمكن إغفاله، علاوة على أهمية الجانب الذهني.

الهلال أراد أن يفوز بأكثر من هدف، لكن الرغبة شيء، والتأهيل شيء آخر. وأرى أن الهلال لم يكن «مهيئا» لفعل ذلك، رغم أن الاتحاد لم يكن يملك الدافع القوي ولعب بتراخ كان يمكن أن يدفع ثمنه لو كانت المباراة في منتصف الموسم.

على كل حال، استحق الاتحاد التعادل والتأهل بجدارة، وهو في الحقيقة تأهل من المباراة الأولى بعد أن صعق الهلال بثلاثة أهداف وبأداء منظم للغاية بقيادة الداهية ديمتري.

في المباراة النهائية سيكون للطاقة النفسية أهمية كبيرة، ولذلك كنت أرشح الأهلي قبل أن يلعب مباراته الأولى مع الوحدة، ليس لأن الأهلي أكفأ فنيا، لكنني أرى أن الطاقة النفسية للأهلي علاوة على الطاقة البدنية تؤهلانه لتحقيق آمال جماهير الأهلي المتعطشة للبطولات. وبفضل الطاقة النفسية، ظهر الوحدة بمستوى جيد أمام الاتفاق، وتألق أمام الأهلي في الذهاب، وكان الفريق في أفضل حالاته على مستوى الجوانب البدنية والنفسية والخططية، ولولا نقص الخبرة لانتهت المباراة بهدفي التقدم للوحدة.

أكتب قبل مباراة الإياب بين الأهلي والوحدة متوقعا فوز الأول، ذلك أنني أرى أن الأهلي مهيئ ليس لتجاوز الوحدة؛ فحسب بل لتحقيق البطولة أيضا عطفا على قوة «الدافع والحافز»، حيث ستتوفر للفريق طاقة نفسية رهيبة تمكنه من تحقيق أفضل ما يمكن تقديمه على مستوى الجانبين الخططي والتقني.

أختم بتقديم التهنئة للاتحاديين والهلاليين الذين قدموا كل ما عندهم رغم كل ظروف الإرهاق البدني والنفسي والذهني، وقد انتهت المواجهة بتفوق الفريق الأفضل تنظيميا والأفضل في «الفورمة»، رغم أن الاتحاد كان يعاني أيضا من ناحية الإرهاق النفسي والذهني وتأثير ذلك على المستوى البدني. وللحق، فقد كان الاتحاد الأفضل في المباراتين.

«مبارك» للعميد هذا التأهل، وتحية لجماهيره الغفيرة التي حضرت بكثافة واحتفلت بالتأهل الرائع.

[email protected]