شؤون هلالية

أحمد صادق دياب

TT

جميل ومؤلم في ذات الوقت أن لا يشبع جمهور الهلال من البطولات والفوز، وأن يصر على أن فريقه لا بد وأن يكون فوق الجميع، ومؤلم جدا أن يتحول هذا الطموح إلى عدم تقبل واقع كرة القدم، في أنها لعبة لا تعترف باستمرارية تفوق أحد على الجميع، ولا يمكن أن يظل فارس ممتطيا على بطولاتها لوحده.. صحيح خرج الهلال من البطولة الآسيوية وخرج من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال على يد نفس الفريق، الاتحاد، وهذا لا ينفي أبدا أن الفريق قدم موسما جيدا وخرج كالعادة ببطولتين، ورغم ذلك لم يرض عشاقه أن يقبلوا بواقع لا يمكن لأي مشجع آخر إلا أن يكون سعيدا لو حقق جزءا منه.

* أحيانا كثيرة تكون الجماهيرية الطاغية نقطة ضغط كبيرة على الفرق، ويمكن أن تشكل نوعا من «التشويش» على اللاعبين والإدارة، وظهر ذلك جليا في تصريحات الإدارة الهلالية والجهاز الفني، لكن ما تقرأه في بعض المقالات والمواقع الإلكترونية يشير صراحة إلى أن جمهور الهلال، العملة الصعبة، غير راض ولا مصدق أن فريقه الأزرق يمكن أن يخسر مباراة وليس بطولة.

* الأمير الرائع عبد الرحمن بن مساعد قال في أحد التصريحات ما معناه أنه «لن يرضى بالهزيمة إلا من برشلونة»، وأعتقد أن هذا التصريح القوي ساهم في زيادة التوقعات والثقة المفرطة ليس لدى جمهور الهلال فقط بل لدى لاعبيه، وهو الأمر الذي انعكس بشكل واضح خصوصا في مباراة الفريق الآسيوية. الأمير الذي أحترمه وأحبه كثيرا، ربما كان هذا التصريح هو أخطر ما قاله أو نسب إليه.. فالتواضع وقت التتويج هو أفضل ما يمكن أن يدفع اللاعبين إلى الواقعية التي تستدعيها لعبة كرة القدم..

* أحترم سامي الجابر كثيرا، واحترمته أكثر عندما سمعت تصريحه عن المدرب جابريل كالديرون، فهو لم يخله فقط من المسؤولية، إنما امتدح كثيرا الجهد والاحترافية التي قدمها خلال إشرافه على الفريق، ولم يحاول قط أن يسلب المدرب من حقه في البطولتين التي حققهما الهلال.

* الآن أمام الهلال مهمة جدا صعبة، فقد أصبح الحصول على مدرب مميز على المستوى العالمي مهمة غاية في الصعوبة والتكلفة، فالمدرب الكبير أصبحت طلباته توازي قيمة الحصول على لاعب بمستوى عالمي.. أجزم أن الهلال في هذا الوقت عليه أن يبدأ من اللحظة في تطعيم صفوفه بلاعبين يمكن أن يضيفوا البريق الذي فقده الهلال مؤخرا، وهذا ليس بالأمر السهل في ظل الظروف الحالية وقصر فترة الإعداد للموسم القادم..

* يملك الهلال الكثير من أسباب التفوق الفني على كثير من الأندية السعودية، ولكن أعتقد أن الهلال يحتاج في هذا الوقت إلى صف ثان قوي قادر على إضفاء روح المنافسة في قلوب الأساسيين.