«فلتحملوا الإيطالي جوسيبي روسي إلى وطنه مرة أخرى»

لويجي جارلاندو

TT

يشعرون في برشلونة أنهم ضمنوا، بالفعل، انتقال التشيلي سانشيز، مهاجم أودينيزي، إلى صفوف الفريق. واللاعب يشعر كأنه قد هبط، حقا، إلى الأراضي الإسبانية. ولكن بوتسو، رئيس نادي أودينيزي، كبح جماح هذه الأحلام الوردية وصرح قائلا: «قيمة بطاقة سانشيز تقدر بـ50 مليون يورو». ولكن الأمر سينتهي، على أي حال، وفقا لما يتمناه النادي الكتالوني واللاعب التشيلي. فرئيس أودينيزي لن يخرج في هذه الصفقة بائعا خاسرا. وسيستمتع سانشيز بالمشاركة في مسابقة دوري أبطال أوروبا بقميص حامل لقب البطولة في نسختها الأخيرة. أما الإيطالي جوسيبي روسي، مهاجم فياريال الإسباني، فعلى العكس، ظل واقفا على الأرض خالي الوفاض، فقد كان روسي يأمل هو في تحقيق هذا الحلم: الانتقال إلى البارسا. وكان غوارديولا قد جعله يداعب حلمه: الاندماج سريعا مع ميسي وبيدرو أو فيا في قلب ملعب كامب نيو، الذي يقام عليه مباريات البارسا. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث بل ظل روسي واقفا في مكانه مرة أخرى. تماما كما حدث من قبل عندما كان يأمل، بعد الأداء الرائع الذي ظهر به مع فريق بارما الإيطالي، في استقبال عروض من أحد الأندية الإيطالية الكبرى إلا أنه اضطر إلى الهجرة إلى إسبانيا. أو عندما أذاقه ليبي طعم المشاركة في المنتخبات من خلال الدفع به في بطولة كأس القارات وبعد عام واحد ضحى به في بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا 2010.

سانشيز، لاعب رائع، هذا أمر مؤكد. ولا جدال فيه؛ فقد أمضى موسما رائعا. واتسم أداؤه خلال الموسم الفائت بالاستمرارية في أعلى المستويات. ولكن إذا بحثتم في مسيرة سانشيز القصيرة عن موسم سابق له شهد إحرازه عددا مزدوجا من الأهداف مثل الذي حققه في البطولة المنصرمة (12 هدفا) فلن تجدوا حتى وعندما كان يلعب لصالح نادي كولو كولو التشيلي. ومع ذلك استطاع مهاجم أودينيزي أن يحظى بثقة أقوى فريق في العالم. ولكن لماذا لم يحظ روسي بهذه الثقة؟ روسي الذي استطاع أن ينهي كافة المواسم الأربعة التي لعبها لصالح فياريال محرزا عددا مزدوجا من الأهداف. روسي الذي اختتم الموسم المنصرم برصيد 35 هدفا، جوسيبي روسي الذي اختير كأفضل لاعب إيطالي عن موسم 2010 - 2011. روسي الذي حظي وهو ناشئ صغير بإعجاب نادي مانشستر يونايتد بقيادة فيرغسون وساهم في إنقاذ فريق بارما بقيادة مدربه رانييري من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية. روسي الذي استطاع أن يسجل في بداية مشواره الكروي في أعرق الدوريات: البريمير الإنجليزي ودوري الدرجة الأولى الإيطالي والليغا الإسباني.

لماذا رغم كل هذه الأرقام والاستمرارية في الأداء والسن الصغير (يزيد عن عمر سانشيز بـ10 أشهر فحسب) يجد جوسيبي روسي صعوبة، دائما، في إغواء الأندية المعجبة بقدراته؟ هل هو إيطالي للغاية بالنسبة للأندية الإيطالية؟ أم أن اسم روسي لا يثير الخيال؟ لو أن الأمر كان هكذا في الماضي فقد جاء الصيف المناسب لإصلاح هذا الخطأ. إذا كانت محاولة الهبوط على أرض برشلونة قد باتت بالفشل فهذا يعني، على أي حال، عودة اسم مهاجم فياريال للظهور على ساحة سوق الانتقالات. إلى أي مدى قد يكون روسي مفيدا بالنسبة لأنطونيو كونتي الذي يبحث عن رؤوس حربة سريعة لتدعيم فريقه اليوفي؟ إلى أي مدى قد يساهم روسي في إشعال مدرجات سان باولو خلال مباريات فريق نابولي في دوري أبطال أوروبا القادمة؟ إلى أي مدى سيكون وجود روسي مثمرا إلى جانب باتزيني، رفيقه في الأزوري، في الإنتر؟ وما هو مدى سعادة برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي إذا ما بات القائد الجديد للمنتخب تحت عينه؟ إن تكلفة انتقال روسي من فياريال إلى إيطاليا ستكون أقل، بالتأكيد، من 50 مليون يورو. إن جوسيبي روسي بمثابة لوحة فنية تشكلت في إيطاليا ثم تم عرضها في المتاحف الأجنبية. وسيكون الأمر رائعا لو شعر أحد الأندية الإيطالية بالمسؤولية وضرورة إعادة هذه التحفة إلى وطنها الأم. حينها ستكون لدينا استادات أكثر روعة.