سامي الجابر يخرق احترافية الهلال

موفق النويصر

TT

شخصيا.. أحترم العمل الإداري «الاحترافي» الذي قامت به إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد، لتسيير أمور نادي الهلال في هذا الموسم وكذلك المواسم الماضية، قلت ذلك في السابق، وأقولها الآن، ويكفي أن منظومة العمل في النادي منسجمة ومتناغمة مع بعضها البعض، فلا تداخل في الصلاحيات ولا اختلاف في الرؤى.

وأعجبني أكثر عندما يُسأل الأمير عبد الرحمن بن مساعد أو نائبه الأمير نواف بن سعد، في أكثر من مناسبة عن بعض الأمور المتعلقة بشؤون اللاعبين، كموضوع خالد عزيز على سبيل المثال، أن يطلب إحالة السؤال إلى سامي الجابر، فهو المعني بهذا الأمر، كونه مدير عام الكرة بالفريق، ذلك المنصب الذي استحدثته معظم الأندية بعد النجاح الذي حققه الجابر.

ولكن ما لم يعجبني في العمل الاحترافي الهلالي، ما حدث يوم الأحد الماضي، عندما قررت إدارة النادي إنهاء خدمات المدير الفني للفريق غابرييل كالديرون قبل مباراة الفريق الأخيرة أو قبل الأخيرة في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وتكليف سامي الجابر بهذه المهمة في ما تبقى من مباريات.

على المستوى الفني للفريق أعتقد أن الجابر وفق في المهمة الموكلة له، وإن كان قد خرج من البطولة بنتيجة المباراتين، حيث هزم الفريق في المباراة الأولى وتعادل في الثانية. ولكن على المستوى «الاحترافي» الذي تعودناه من إدارة نادي الهلال، فأعتقد أنها أخفقت إخفاقا كبيرا.

أخفقت لأنها عودتنا خلال مشوارها الرياضي على احترام خصوصية ومهام كل إدارة من إداراتها، فلا تداخل ولا تعارض، حتى الجابر نفسه عندما كان يُسأل في السابق عن الأمور الفنية للفريق، فإنه يطلب توجيه هذه الأسئلة للمدير الفني للفريق، سواء كان البلجيكي إيريك غيريتس أو الأرجنتيني غابرييل كالديرون.

ولذلك كان الأولى بالإدارة الهلالية أن توكل هذه المهمة لمدرب فريق الأولمبي، خصوصا أنه شارك غيريتس في العمل خلال الموسم الماضي. وإن افترضنا أنه غير متوافر حاليا، فأعتقد أن المدربين الوطنيين المؤهلين لهذه المهمة وينتمون للهلال قلبا وقالبا كثر، كعبد اللطيف الحسيني وجاسم الحربي وعبد العزيز العودة.. والقائمة طويلة للغاية.

قد يكون من المقبول أن يتولى الجابر هذه المهمة لو شارك الأجهزة الفنية السابقة عملها الفني، أسوة بحسن خليفة وحمزة إدريس في نادي الاتحاد، ولكن الجابر كان دوما الواجهة الإدارية للفريق، ولذلك قبوله بهذه المهمة أو تبرعه للقيام بها، يعني قبولنا بأن يتولى الأمير عبد الرحمن بن مساعد أو الأمير نواف بن سعد مسؤولية تدريب الفريق، كونهما يملكان رؤية وخبرة فنية كبيرة.

الأدهى والأمر من موافقة الجابر على هذه المهمة، هو مشاركة فيصل أبو ثنين له كمساعد مدرب، وهو المبتعد منذ سنوات عن الملاعب، إلا من خلال المقال الصحافي أو التحليل الفضائي.

الأكيد أن المنظر الذي شاهدنا عليه الهلال يوم الأحد الماضي كان أقرب إلى عمل فريق «حواري» منه إلى فريق ناد عريق حقق إنجازات إدارية قبل أن يحقق انتصاراته الكروية. والأكيد أيضا أن هذه السقطة ستسجل بحق سامي الجابر والإدارة الهلالية، التي عودتنا دوما على العمل الاحترافي في زمن تطغى عليه العشوائية.