هلال عبد الله بن مساعد!

منيف الحربي

TT

كتب أستاذنا عادل عصام الدين يوم الجمعة الماضي مقالة بعنوان «المنقذ»، تحدث فيها عن رجال قاموا بدور المنقذ في أندية كالهلال والاتحاد، وكان لهم جهد نوعي يفوق الآخرين بحيث يمتد تأثيره إلى مراحل زمنية ليست قصيرة.

أبو لمى قسم المراحل التي مر بها العميد إلى ثلاث: التأسيس، ثم مرحلة طلال بن منصور، وأخيرا المرحلة الحالية بقيادة الداعم، وعندما انتقل بالحديث إلى الأزرق أشار إلى مرحلة عبد الرحمن بن سعيد، ثم عبد الله بن سعد، منوها بأن هناك أسماء كثيرة لاحقة تناوبت على قيادة الهلال نحو البطولات لكن لا يمكن تمييز شخص بعينه، نظرا لاستقرار وضع النادي ووجود قاعدة عريضة من المنقذين.

ومع التقدير لكل الأسماء واحترامي لرأي أستاذي، إلا أنني أعتقد أن الأمير عبد الله بن مساعد يستحق الوقوف على هرم المرحلة الهلالية الثالثة، مرحلة العقود الاستثمارية الضخمة والاختلاف الصعب في الوضع، والتراجع الذي عاشته الرياضة السعودية ككل.

بقي الأمير عبد الله في كرسي الرئاسة عاما واحدا، لكن الأثر التنظيمي امتد على مدى السنوات اللاحقة لدرجة أن الفريق حقق ما يقارب الـ14 بطولة خلال 7 سنوات، والجميع يعرف النقلة الكبيرة التي شهدتها لعبة كرة القدم والتعقيدات المتلاحقة خاصة في ما يتعلق بالفجوة الهائلة بين ما يتطلبه «الاحتراف الحقيقي» وواقع اللعبة لدينا سواء من حيث اللوائح والعقود أو من ناحية المنشآت والتنظيم.. أو غيرها، لهذا عانت كرتنا حتى على مستوى المنتخبات، وما زلنا نلهث للحاق بشروط الاتحاد القاري والعمل بمنهجية حقيقية بعيدا عن محاولات الموائمة والمقاربات السائدة.

لم يكن فكر عبد الله بن مساعد مضيئا في المدى الأزرق فقط؛ بل أجزم أن الكرة السعودية استفادت من أفكاره ورؤاه العميقة وخبرته الاقتصادية والقانونية الممتزجة بشغفه الرياضي.

جاء الأمير عبد الله بن مساعد في مرحلة مفصلية مهمة، صحيح أنه لم يكن هناك غياب هلالي عن البطولات، لكن الظرف الزمني كان دقيقا، والتحديات المتعلقة بالعمل الإداري كانت جديدة، وتحتاج نظرة استشرافية ذكية تستبق الوقت وتخطط لكل صغيرة وكبيرة.. بالتالي، يستحق رجل بوعي وإمكانات وفكر عبد الله بن مساعد أن يكون على رأس مرحلة هلال تقنية النانو وعصر الفيمتو ثانية.

ربما لم «ينقذ» فريقه من وضع سابق، لكنه أنقذه من أوضاع لاحقة أخطر بكثير مما شهده النادي طوال تاريخه.