ضد.. سامي الجابر!

مساعد العصيمي

TT

تباينت ردود الفعل ما بين مؤيد ورافض لخطوة الإدارة الهلالية بإسناد المهمة الفنية لسامي الجابر.. والأكيد أن مجتمعنا تعود على هذا الاختلاف دون الأخذ بالحسابات الحقيقية من تلك التي نستقيها ممن سبقونا علما ودراية بكرة القدم. التجربة الألمانية وقفت على ذلك بإسناد المهمة لبكنباور 1986، وهو الذي كان حديث عهد باعتزال الكرة في أميركا، الأمر أيضا انطبق على بلاتيني مع منتخب فرنسا، وهو الذي اعتزل في عام 1987، وتولى تدريب منتخب بلاده بعدها بعام، والنجم الأسطوري المكسيكي هوجو سانشيز، وغيرهم الكثير ممن قاموا بتدريب بلدانهم أو أنديتهم دون أي خبرة أو سابق تدريب، بل ارتكازا على نجومية أدائية مطلقة تعبر عن ذهن كروي متفتح. إذن، فلا غرابة أن يتولى الجابر المهمة لمباراتين مؤقتتين، ومن جهتي، أتمنى أن تكون الإدارة الهلالية أكثر جرأة لتسند له زمام الأمر الفني للموسم المقبل، فمن جهة النجومية الكروية المطلقة، فهو في إطارها، ومن حيث الفكر المتقد والثقافة العالية، فهو المعبر الأمثل عن ذلك، ناهيك عن القيادة وقدراته في ذلك، وهي التي لا تخفى على أحد، سواء حين كان لاعبا أو إداريا. ما علينا من ذلك، لكن أعتب على بعض زملاء رأوا في تدريب كرة القدم علما معقدا، قد يتجاوز في تعقيده أنه لا يتناسب حتى مع من يحملون صفة مدربين وطنيين سعوديين، وهنا تكمن الكارثة، ففي المواقف التاريخية لكرة السعودية أو ما يحيط بها من بلدان، فالشواهد البطولية تمت بيد أبنائها. جانب أخر، فهناك من يقف عند الخبرة التدريبية ليجعلها شرطا، وعلم التدريب الخلاق المنجز، كما في الأندية الكبرى عالميا، يرفض هذه الفكرة ويدحضها، بل وقع عليها بأنامل من استشهدنا بهم سابقا، بكنباور وبلاتيني وسانشيز، وعلى مستوى الأندية الكبيرة جدا، مورينهو وجوارديولا والبطل التدريبي الجديد، البرتغالي أندريه فيلاس بواس، صاحب الـ33 عاما، الذي قاد بورتو للبطولة المحلية، وتشيلسي يريد الآن أن يدفع الغالي والثمين كي يظفر به، وعليه فمقاييس الفكر التدريبي القيادي البطولي تتضح عادة في وقت مبكر، وهذا ليس من عندي، بل وفق مقاييس واستشهادات، وعليه فما الذي يمنع نجما كالجابر اقترب من الأربعين عاما، صاحب أكبر عدد إنجازات بطولية، وشارك في أربع نهائيات كأس عالم، وارتدى زي بلاده دوليا لأكثر من عقدين - نصفها كقائد رسمي له - من أن يتولى زمام المهمة الفنية.. كنا نتمنى أن تكون إدارة المنتخبات السعودية شجاعة أيضا لكي تعطي المهمة التدريبية للمنتخب لأحد أبطالها المتألقين فكرا وعطاء وثقافة، كما هو سامي الجابر، لكن هيهات، ونحن نعلم أن دول الشرق الأسيوي تفعل ذلك باستمرار، واسألوا عن السجل الفني لمنتخبات كوريا واليابان! مشكلتنا تكمن في العاطفة، وهي تلك التي انعكست على الثقة في كل ما هو سعودي، سواء كان حكما أو مدربا أو خبيرا، وعليه فلا بأس إن ارتفعت عقيرتنا بالشكوى من أن اختراقا للمفاهيم والأعراف الرياضية قد حدث بتولي الجابر المهمة الفنية!

[email protected]