«حلقة الوصل».. تتوج البطل

عادل عصام الدين

TT

بانتهاء الموسم الرياضي السعودي بيوم أغلى كأس من «أعز الناس»، وبعد أن كتبت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية بمناسبة المباراة النهائية عن «الطاقة»، أكتب في هذه السطور عن «حلقة الوصل»..

ودعاني للكتابة عن أهم لاعب أو أهم خط ما قاله نجم نجوم منتخب كولومبيا كارلوس فالديراما، الذي أجمع عليه الكولومبيون بأنه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم في كولومبيا.. فبعض الدول صدرت إلينا لاعبا فذا لا نعرف غيره مثل هاغي في رومانيا..

قال نجم الوسط الكولومبي المعتزل الذي اشتهر بشعره الخشن المصبوغ بالأصفر أو «الذهبي»، وكان ملك الدائرة بلمساته الساحرة وتمريراته القاتلة، في حواره على الموقع الإلكتروني لـ«الفيفا» وهو يتحدث عن منتخب بلاده «أجل إن الفريق يفتقر لمن يقوم بصناعة الألعاب، لكي تسجل يجب أن تصنع التهديف، ونحن ليس لدينا لاعبون بالخصائص المناسبة لذلك، هناك لاعبون جيدون وأقوياء يسددون الكرة من المنافس، ويسددون نحو المرمى ومسافات متوسطة، إنهم يقاتلون طوال زمن المباراة لكن إبداعهم قليل، وهنا تكمن المشكلة، ولحسن الحظ لدينا مهاجمون ممتازون».

حين انظر لفريقي الاتحاد والأهلي (بطلي النهائي) أرى أن كلام فالديراما ينسحب على وسط الفريقين، أو ربما على معظم أو كل فرقنا.. فقط بتنا نعتمد على العضلات أكثر من المخ، ففي الاتحاد لا يوجد إلا محمد نور رغم أنه ميال للهجوم أكثر من الوسط، أي أنه محسوب على خط الهجوم.

إذن المشكلة التي يتحدث عنها فالديراما عالمية وليست محلية، لأن صناعة اللعب لم تعد كما كانت، ولا شك أن التغيير الذي حدث في أساليب وطرق اللعب هو السبب الرئيسي. فالذين يجيدون ويبدعون في صناعة اللعب وضبط الإيقاع لا يتجاوزون الـ3 إلى 4.

ويوجد سؤال لفالديراما «هل أصبحت طرق كرة القدم الحديثة لا تعرف صناع اللعب؟»..

وتأتي الإجابة «أعتقد أنهم موجودون لكن لا أحد يعطيهم الفرص، لقد تغير التكتيك إلى 4/4/2، فصار على اللاعب أن يجري ويجري ويتفانى في اللعب، وإذا كان هناك من يؤدي بشكل جميل ويلعب بتروٍ وإناءة ويسجل أهدافا، فإنه يصنع الفارق. لكنك لا تجده يستميت في اللعب أو يقاتل، ولذلك يخرج من اللعب.. ذلك هو الفرق، هناك دائما صانعو ألعاب ولكن قلة من المدربين يغامرون بإشراكهم».

مثل هذا الرأي قد يكون مقبولا بعض الشيء، ذلك أن النجم الفنان لاعب «المخ» مطلوب من كل مدرب، حتى لو لم يبذل مجهودا بدنيا كما يفعل لاعب العضلات، أو الذين يقاتلون كما يقول فالديراما، وما أروع النجم الذي يجمع بين الحركة الدائبة والمجهود وعقلية وموهبة صناعة اللعب.

وضح لنا من المباريات السابقة أن الاتحاد والأهلي يعانيان دفاعيا، وإن كانت علة الأهلي أكبر، في حين يملك الفريقان هجوما ناريا، ولذلك فإن خط الوسط أو «حلقة الوصل» كما يقول أسطورة كولومبيا سيكون صاحب الكلمة الأقوى في تحديد البطل. وفي غياب صانع الألعاب المميز جدا يكاد يكون مستوى الجميع متقاربا، وتحسم النتيجة بالتميز بالمجهود والانسجام والتفاهم والروح القتالية.

[email protected]