هامسيك والميلان والحقيقة التي «كانت» غائبة

أندريا مونتي

TT

ليس هناك شيء أوضح مما قاله هامسيك، لاعب نابولي، بشأن رغبته في الانتقال لصفوف الميلان: «إنني أحرص بشدة على ارتداء قميص الميلان». لقد ألقى هامسيك من سلوفاكيا بالقناع وأعلن بصراحة عن رغبته في اللعب للميلان، وهو ما كان يتوقعه الجميع بعد تصريحات رايولا، وكذلك بعد تحديد نادي الميلان للاعب الذي يبحث عن ضمه. وكانت جريدة «لاغازيتا» قد سبقت الجميع في الإعلان عن الرغبة المتبادلة بين هامسيك والميلان، ونتج عن هذا الإعلان ما سوف أوضحه بعد قليل.

وتابعت جريدة «لاغازيتا» مسار هذه الصفقة السرية على الرغم من النفي الغاضب من جانب برلسكوني، مالك نادي الميلان، والنفي الهادئ والمهذب من جانب غالياني، نائب رئيس النادي. وإذا تمت هذه الصفقة «فلا شيء مضمون في سوق الانتقالات، وهامسيك يعرف ذلك جيدا»، فسوف تزداد قوة الميلان ويصبح قادرا، من جديد، على المنافسة على الصعيد الأوروبي، بينما سيتأثر المستوى الفني لنابولي من دون شك برحيل لاعب بارع. لكن هذا لن يحدث إلا إذا لم ينجح نادي نابولي في الإبقاء على لاعبه الذي يرتبط معه بعقد حتى عام 2015، وهو ما يمنح الكلمة العليا في الأمر لنادي نابولي ورئيسه دي لاورينتيس. وقد يترك نابولي هامسيك يرحل ويستثمر أموال هذه الصفقة في شراء باستوري، لاعب باليرمو، مثلما تردد في الأيام الأخيرة. وفي هذه الحالة سيحقق نابولي صفقة مزدوجة؛ لأن هامسيك على الرغم من موهبته ومهارته الفائقة لا يمتلك في الوقت الحالي نفس عقل وتفكير باستوري. ونحن نتمنى النجاح والتوفيق للجميع في كل الصفقات التي يعقدونها «ولعل هذا لن ينطبق على جماهير نادي باليرمو إذا فقدت لاعبها الفذ باستوري».

لكن هذه الصفقة تكشف أيضا عن إحدى العادات السيئة المتأصلة في كرة القدم الإيطالية وفي علاقتها بالصحافة، وأعني الصحافة الجدية بأكملها وليس فقط بجريدة «لاغازيتا». فبعد أن نشرت «لاغازيتا»، قبل شهرين، نبأ تفاوض الميلان مع هامسيك، الذي ثبتت الآن صحته، شن رئيس نادي نابولي حربا شعواء على أكبر صحيفة رياضية يومية في إيطاليا واتهمها باختلاق الأخبار وخدمة مصالح الأندية الكبرى بل ووصل الحد إلى اتهامها «بتقسيم البلاد وإثارة الفرقة». وتسبب ذلك في إثارة سلسلة متنوعة من الإهانات والتهديدات من جانب جماعات الألتراس المتعصبة، بالإضافة إلى اعتراضات من جانب بعض الجماهير المعتدلة التي تأثرت على الرغم من ذلك بتهديدات رئيس النادي. إنني أكن الكثير من التقدير للاورينتيس بفضل النتائج التي حققها، وأعتبره أيضا شخصا لطيف المعشر. لكنني أنصحه بتعديل المسار في علاقته بالصحافة، ليس فقط من أجلنا بل من أجل احترام ذكاء مشجعي ناديه.

لكن معرفتي بدي لاورينتيس تجعلني أخشى أنه لن يفعل ذلك. ولعله سيخرج ليؤكد أن هناك دليلا قاطعا، ليس على وجود مفاوضات من أجل بيع هامسيك، وإنما على وجود مؤامرة وأنه فكر في بيع اللاعب بالمصادفة البحتة، وليس بسبب إلحاح رايولا، وكيل أعمال اللاعب، والضغط والملايين التي يعرضها الميلان ويغري بها اللاعب ونابولي معا. دعونا نتحدث بجدية الآن. إنني اشعر أننا نستطيع هذه المرة الاعتماد على ذكاء وكفاءة وعقلانية جماهير نادي نابولي وعلى قراء «لاغازيتا» من مشجعي هذا النادي العريق. وهم يعرفون جيدا أن جريدة «لاغازيتا» هي الأوسع انتشارا في جميع أرجاء إيطاليا؛ لأنها لا تساند أو تنفذ أي صفقات شراء لأي ناد. ويجب على دي لاورينتيس ألا يشعر بالغضب من جريدتنا، ولعل ما يخفف من غضبه أن الكثير من رؤساء الأندية الأخرى قد لا يحبون جريدة «لاغازيتا». فالأخبار والتحقيقات واستطلاعات الرأي دائما ما تكون غير مريحة، بينما الأنباء الملفقة تكذب نفسها في النهاية. إننا نأسف للجميع، لكن «لا تزعج أحدا من الكبار بالأنباء الصادقة» ليس هو شعارنا. فالمصداقية والبحث عن الحقيقة هما الشعار الذي نسير عليه والذي يكفل لنا النجاح والاستمرارية والتفوق.