هل «ريكارد» الأنسب لمنتخبنا..؟!

هيا الغامدي

TT

الجزم بالأمور من عدمه جميعها افتراضات تعلمناها مع مرور التجارب والأمثلة العديدة التي ناوبها الدهر على رياضتنا السعودية آخرها مع مدرب كغوميز، لذا فإن مسألة تطرح وبقوة الآن كتلك التي تفيد قرب توقيع الاتحاد السعودي مع المدرب الهولندي المعروف فرانك ريكارد لا تزال موضع شكوك واحتمالات كانت من أبرز دروس.. «المتراجع غوميز».

وإذا أتينا لصيغة الاختيار التي اعتمدها اتحاد كرة القدم ليضع بمسألة حساباته مسمى ريكارد ضمن الخيارات المتاحة.. الأنسب والأقرب، نجد أن الهولندي من المدربين الذين يحظون بتجربة شابة فمع قيادته لكبريات الفرق العالمية قبيل الحضور للشرق الأوسط وتدريب منتخبنا الأول كغلطة سراي وبرشلونة وروتردام فضلا عن منتخب بلاده الطواحين، تجعلنا متفقين على سلامة موهبته وبراعته وجدارته لقيادة الأخضر!!

وأنا على قناعة بأنه سوف يكون ضالة خياراتنا المقبلة بإذن الله، فنحن نبحث عن مدرب بمواصفات خاصة لمرحلة إعداد وتجهيز خاصة جيل جديد - لكأس العالم 2014م - وبمعنى أصح أن هناك مسيرة عمل طويلة وخططا واستراتيجيات انتقالية تعاقبية وتصفيات وو...، ينبغي التدرج بها للوصول للهدف المنشود، وأعتقد أن المسؤولين كانوا قد حددوا وأدرجوا قوائم أساسية ومنطلقات أولية ينبغي التدرج بها، فتلك المتطلبات تحتاج لقوالب عمل تقودها ذهنية تدريبية تجمع بين الطموح والصبر والعزيمة والإصرار للمضي بنفس طويل وثقة عالية بمستقبل الأيام!

ومنتخبنا بصراحة مع ما مر به من منعطفات مدمرة ومنحدرات صعبة عانينا من جرائها الكثير، مع انحسار وضيق المسافة الخطرة على فريقين محليا لا أكثر، وسلسلة نتائج هزيلة بمختلف الاستحقاقات، وفقدان التأهل لكأس العالم الأخيرة 2010م..، تراجع من خلالها ترتيب منتخبنا بتصنيف المنتخبات للمرتبة الأسوأ..(الـ92 عالميا)، و(الـ7 عربيا)، و(الـ8 آسيويا) بمؤخرة ترتيب فرق كانت «تهااااب» من مقابلة منتخبنا نتجاوزها «كشربة الماء» أصبحنا نتأخرها.. نتخلف.. ونتذيل ترتيبها وبمقابل تقدمها.. تطورها.. يا رب رحمتك!!

وضعية توازنية مضطربة كهذه ببند الهيكلة الأساسية فنيا للمنتخب مع افتراضية التغيير والإحلال «عناصريا» جميعها ضروريات يقتضيها الحال وجلها أساسيات ينبغي أن ينطلق العمل الفني التدريبي على مرتكزاتها! وكل تلك «ميكانزمات» مفترض توافرها في المدير الفني الجديد تبدأ باختيار الأفضل والأجهز خاصة جيل المونديال الجديد 2014م، ووضع استراتيجيات طويلة الأمد لضمان مسيرة عمل أكثر ثباتا وإيجابية.

كثيرون هم الذين يفندون.. وينتقدون تشكيلة المنتخب الأخيرة التي وقع عليها نظر المدرب المكلف «روجيرو موريس»، وبنظرة مجملة لتلك الأساء نجد أن هناك الفائض ببعض المراكز، والمصاب الذي لا يزال في طور التعافي، ومنخفض المستوى على حساب أسماء جاهزة وصاحبة تجربة وأفضلية، وإن كان من غير المنطقي إطلاق أحكام نهائية على تشكيلة مباراة واحدة ومع مدرب «مؤقت»!! فالوقت والتجربة وانطلاقة المنافسات الجديدة كفيلة بتكوين انطباع نهائي للمدرب الجديد لاختيار الأنسب والذي يخدم رؤيته الفنية وطريقته باللعب، كما أنه ليس من اللائق أن تلقى تشكيلة المنتخب كل مرة سلسلة الهجوم والتجريح والانتقاد اللاذع والسخرية من الأسماء التي وفقا لذلك لن تعطي سوى الضياع والتشتت وبالتالي الهزيمة والفشل، والعودة مجددا للدوران في متاهة البحث عن الذات ويبقى الحال على ما هو عليه وربما أسوأ.