كيف انتقلنا من البرازيلية إلى الهولندية؟

موفق النويصر

TT

تداول الإعلام الرياضي خلال اليومين الماضيين اسم المدرب الهولندي العالمي فرانك ريكارد، كمرشح للتعاقد معه لتدريب المنتخب السعودي الأول، وهو مدرب كانت له صولات وجولات أثناء تدريبه للمنتخب الهولندي، وبعد ذلك خلال سنوات عمله كمدير فني لفريق برشلونة الإسباني، الذي حقق معه بطولة دوري أبطال أوروبا 3 مرات.

ولكن المحير في الأمر بالنسبة لي، ولا أدعي أنني خبير في الشؤون التدريبية، هو في كيفية انتقال بوصلة الاهتمام الكروي، خلال أيام معدودة، من البرازيلي ريكاردو غوميز، في أقصى الكرة الأرضية، إلى الهولندي فرانك ريكارد بغرب أوروبا، في حين أن اختيار المدرسة التدريبية هو علم بحد ذاته، مرتبط بالتكوين البدني والمهاري للاعب المعني بالتعاطي مع هذه المدارس.

شخصيا لا أريد التوقف عند هذه النقطة كثيرا، وإن كنت أعتقد أنها جديرة بالاهتمام والتدقيق فيها من قبل المختصين والمهتمين بالشأن التدريبي.

في تقديري أن جلب اسم تدريبي عالمي أمر في غاية الأهمية لعدة اعتبارات، أولها نقل خلاصة تجربته التدريبية إلى الكرة السعودية، وهي ما تحتاجه بشدة في المرحلة الحالية والمقبلة.

الأمر الآخر أن المدرب العالمي يستطيع أن يفرض أجندته التدريبية على اتحاد الكرة، كما أنه لن يسمح لأحد بالتدخل في عمله تحت أي ذريعة، بخلاف المدرب المغمور، الذي قد يقبل بالتدخل في عمله، طمعا في استمراره على رأس العمل، أو لملء سيرته الذاتية بخبرات تراكمية من خلال تدريبه أندية ومنتخبات ذات سمعة عالمية.

ولعل تجربة نادي الهلال السعودي مع البلجيكي إيريك غيريتس خير دليل على ذلك، عندما نجح الأخير في تقديم نموذج تدريبي فريد من نوعه مع الفريق، جعل منه مطلبا جماهيريا وإداريا من مسؤولي اتحاد الكرة ورؤساء الأندية الأخرى على حد سواء.

الأكيد أن جلب اسم تدريبي عالمي قد يحقق قفزة نوعية على المستوى القريب، تؤكد ذلك الشواهد المحيطة بنا، ولكن ما نحتاجه بشدة أن يطال هذا التغيير جميع مناحي المنظومة الرياضية، من برمجة مسابقات، ومشاركات داخلية وخارجية محددة، وتطبيق فعلي لمفهوم الاحتراف، مع ضرورة توفير الملاعب والتجهيزات الرياضية، التي ستسهم في إفراز جيل رياضي جديد يجمع بين الموهبة والمهارة المكتسبة.

[email protected]