في النصر تفكر الإدارة في إطلاق سراح مهاجمها ورمزها الحالي سعد الحارثي.. وفي الهلال تذهب ذات الإدارة، ومن خلال أفكار مطروحة من بعض أعضاء شرفها المؤثرين، إلى بيع عقد ياسر القحطاني أو إعارته!! ماذا يجري في الفريقين الكبيرين.. هل بدأت الاحترافية الحقيقية تطل بوجهها الجميل على رؤوس مسيري هذين الناديين العريقين.. بالنسبة لي، أكاد أكون أكثر النقاد الرياضيين تشجيعا لذلك، ولكن كيف ولماذا؟! في النصر، يبدو سعد الحارثي تائها بلا قيمة فنية.. صحيح أنه نجم كبير، لكن ذلك كان سابقا.. الكرة لا تنظر للتاريخ بقدر ما تنظر للعطاء، والمنطق يطالب إدارة أي ناد في العالم بالنظر إلى العطاء لا التاريخ الماضي، ولو فعلنا ذلك فلماذا لا تسعى إدارات الأندية للتعاقد مع نجوم كبار صلاحياتهم الكروية انتهت!!
والحال ذاته ينطبق على الهلال.. هناك أفكار تطرح من شخصيات مؤثرة في النادي تطالب ببيع عقد اللاعب ياسر القحطاني أو إعارته، والأسباب في ظني تبدو منطقية جدا، فاللاعب خلال السنوات الثلاث الأخيرة متراجع الأداء وقليل التهديف قياسا بالمال الذي أغدق عليه أثناء تجديد عقده قبل عامين تقريبا!!
الفكر الاحترافي الذي يتزايد في فكر الشخصية الشرفية الهلالية التي طرحت فكرة بيع عقد اللاعب، هو ما يجب أن يسير في كل الأندية وليس في النصر أو الهلال.. يجب أن يفهم اللاعبون الكبار، بدءا من ياسر القحطاني وسعد الحارثي ونايف هزازي وأسامة هوساوي، أن العطاء هو أساس البقاء في الفريق.. السعي لأن أكون نجما محافظا على أدائي هو السبيل لأن أكون في عيون الجماهير والإدارة والإعلام!!
ما قيمة هؤلاء النجوم إذا كانوا أصفارا على الشمال.. ما مكانتهم كرويا إذا كانوا لا يستطيعون فعل شيء في الملعب، بسبب تواضع مستوياتهم وهبوط أدائهم.. كرة القدم ليست ضمانا اجتماعيا ولا حتى جمعية خيرية حتى أتجاهل انحدار مستوى اللاعب.. الجماهير تحاسب الإدارة، والإعلام يحاسب النادي، والنتيجة ضياع الفريق بسبب مجاملات ومحسوبيات خشية جماهيرية اللاعب!!
لقد ولى زمن الجماهيريات الخاصة بلاعبينا.. يجب أن تفهم الجماهير أولا أن عشقهم لنجومهم مستمد من العطاء والأداء العالي.. لا تجعلوا فرقكم مكانا للهابطين كرويا وغير القادرين على تحقيق تطلعاتكم!!. لقد دفعت الأندية عشرات الملايين في سبيل سعادتكم فلا تكونوا سببا في عدم قدرتها على اتخاذ القرارات الاحترافية الصائبة، والسبب عشقكم لهذا النجم أو غيره!!
تعلموا من أندية أوروبا.. حينما انهار أداء النجم الإسباني الشهير راؤول غونزاليس تركه فريقه ريال مدريد ليذهب إلى ناد آخر، وهو الرمز المدريدي الذي تعشقه كل الجماهير!
رونالدينهو ورونالدو وبيكام وكانافارو وباتيستوتا وروماريو وعشرات النجوم الكبار، تركوا مواقعهم في أنديتهم بسبب الهبوط في الأداء وبسبب احترافية إدارات أنديتهم في سبيل إنقاذ الفريق!!
ختاما، أقول إن من أسباب انهيار مستويات نجومنا الكبار يعود إلى طريقة تعامل الإدارات والجماهير وكذلك الإعلام معهم.. المنطق يقول سرحوهم إن تواصل هبوط الأداء لعامين.. إن نجاح راؤول حاليا مع شالكه الألماني لا يعني خسارة ريال مدريد لأن الفروقات تبدو كبيرة جدا؟!