إلى الأمير نواف: ليس المدرب وحده!!

مساعد العصيمي

TT

أعترف وبقلب صادق بأن ما أفاض به الأمير نواف بن فيصل بعد التوقيع مع المدرب الهولندي ريكارد.. لهو الحل الوحيد لمجزرة المدربين التي عرفتها الكرة السعودية منتخبات وأندية.

هو فكر القائد الشاب الذي يستشرف المستقبل ويبحث عن تغيير الفكر السائد المرتبط دائما بإيجاد كبش فداء.. في البدء أبارك له على ذلك وأتمنى من الجميع أن يشد من أزره لتحقيق المبتغى.

وقبل أن أنطلق في ضخ الأسئلة للأمير الشباب أحييه مرة أخرى لأن الاختيار ارتبط باسم كبير.. أثق تماما أن صوته سيعلو فوق صوت اللاعبين وأوامره ستنفذ حتما لأنهم يدركون قيمته لاعبا ومدربا وشخصيةً!

في البدء نسأل: أين مكمن العلة؟ وحسبي أيها الأمير أنها في الحلول المتسرعة التي تنطلق أولا من البرامج الارتجالية للمنتخب والتأجيلات غير المدروسة للجدولة.. أيضا من تأثير الخسارة ولأجل امتصاص الامتعاض القائم من وقعها.

العلة دائما في قدرتنا على ضبط جدولتنا وأمورنا وعلاقاتنا مع واقعنا الكروي الذي لا يختلف أبدا عما لدى الآخرين.. لكن قد تكون خصوصية (...) لا يدركها أحد غيرنا، الأمر الذي جعلنا نتساءل وبحيرة: إلى متى يحصل مثل ذلك؟!

سؤال آخر: هل المدرب وحده هو من يخفق؟ لأننا ندرك أن هناك أخطاء كبيرة وكثيرة قد وقعنا بها، وها نحن ندفع ثمنها، وعليه فمن هو المسؤول عن غياب أبرز العناصر السعودية ومن ساهم في تعرضها للإرهاق والإصابات؟ أليس اتحاد الكرة بموافقته على المسيرة الماراثونية التي جعلت كثيرا من لاعبينا يخوضون أكثر من 80 مباراة خلال الموسم؟ وهل قسنا ذلك بما يخوضه اللاعب الأوروبي الذي يصل فريقه إلى كل النهائيات المحلية والقارية، بحيث إنه لا يتجاوز في كل الأحوال 60 مباراة؟ هل كنّا نعتقد أن لاعبينا بسيقان من حديد كي يستطيعوا فعل ذلك؟!

ماذا عن المنافسات المحلية؟! هل استطعنا أن نحسن من المنافسة الكروية الأهم؟ وماذا عن كثرتها وتداخلاتها وتوقفاتها غير المبررة؟ ألم يُخلّ ذلك بالارتقاء والجدولة؟ بل إنها قد أفضت إلى إرهاق لا مُتناهٍ من جراء أنها قد جعلت من بعض الفرق المحلية حينما تبلغ الأدوار المتقدمة تبدأ بالانهيار والتراجع. واسألوا الاتحاد والهلال. هذه مشكلة والاتحاد يقدم الوعود لحلها.. لكن متى؟!

نسأل: كم من المتخصصين الفنيين المحليين قادرون على تقديم الدعم والعون لكل لجان الاتحاد وما تبحث عن تحقيقه؟ وهم ينتظرون من يدعوهم، لأن استمراء الإداريين وضع المقترحات والتصورات التي لم تنطلق من رأي متخصص قد كرر السلبيات وأخفى الإيجابيات وبما زاد من وجع الكرة السعودية!!

علينا أن نكون أكثر منطقية وعقلانية بدراسة أسباب التراجع جميعها، بحيث لا نكتفي بما اعتدنا عليه سابقا كمقصلة مدربين ولاعبين.. فالكل بات أكثر تطورا في شرق وغرب آسيا، ومن يشابهوننا في التسرع هم في المحل نفسه.

الأمر يتطلب عملا كبيرا نستشرف من خلاله آراء المتخصصين العارفين، مبتعدين عن وقع المطبلين الباحثين عن التمسك بمواقعهم، أولئك الذين يستبيحون المجاملة ويطالبون حين كل نقد بالهدوء وخفض الصوت!! نشير إلى ذلك ونحن نثق بأن الأمير الشباب قادر على وضع الأمور في نصابها لأجل مصلحة الرياضة السعودية، وبما يعيد كرتها إلى الوهج والتطور الذي كانت عليه.

[email protected]