كيف تستعيد إدارة المنتخب الثقة المفقودة؟

موفق النويصر

TT

بتوقيع الأمير نواف بن فيصل، الرئيس العام لرعاية الشباب، مع المدير الفني العالمي فرانك ريكارد لتدريب المنتخب السعودي الأول، أكاد أجزم أن إدارة المنتخب قد أزاحت عن كاهلها حملا ثقيلا.

حمل كانت تحمله فوق ظهرها طوال الأشهر الماضية بعد إقالة البرتغالي جوزيه بيسيرو أثناء نهائيات أمم آسيا في دوحة قطر، ولم يتزحزح عن مكانه حتى بعد إعلانها في وقت سابق من الشهر الماضي عن اتفاقها مع المدرب البرازيلي ريكاردو جوميز، الذي اعتذر عن عدم تدريب المنتخب بعد الاتفاق المبدئي معه.

المشكلة التي تواجه إدارة المنتخب الحالية تتمثل في فقدان الشارع الرياضي لثقته في هذا الجهاز، ليس بسبب الخروج المر من المشاركات القارية والعالمية الأخيرة فحسب، ولكن نتيجة للأخطاء التراكمية التي ارتكبتها جميع أجهزة اتحاد كرة القدم خلال السنوات الماضية، ومن ضمنها اللجان المشرفة على المنتخبات السعودية.

وهي أخطاء جعلت الجميع ينظر بعين الشك والريبة لأي خطوة تخطوها هذه الأجهزة، على الرغم من أن الإدارة الحالية للمنتخب لا تتحمل وزر أخطاء الإدارات السابقة، كونها باشرت عملها مع المنتخب بعد الـ26 من أبريل (نيسان) الماضي.

لا يخالجني شك أن التعاقد مع الهولندي فرانك ريكارد يعتبر أولى خطوات وضع المنتخب الأول على الطريق الصحيح، وهي خطوة ستظل غير كافية وستعيدنا للمربع الأول لو استمرت أخطاء الماضي على حالها، ممثلة في سوء برمجة المسابقات المحلية، والتدخل في الشؤون الفنية للمدرب من خلال فرض أسماء معينة عليه، أو أن يكون اختيار تشكيلة المنتخب عطفا على الأسماء وليس المستوى الفني.

شخصيا أرى أن الإجراءات التصحيحية التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم مهمة في طريق عودة الكرة السعودية إلى سابق عهدها، ولكن الأهم من هذه الخطوات هو عدم العودة إلى الطرق العلاجية القديمة عند التعثر - لا سمح الله - لأي سبب كان، لإرضاء جهات أو فئات محددة على حساب المشروع الأهم وهو الظهور اللائق والمشرف للكرة السعودية.

الأكيد أن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل مهمة جدا للكرة السعودية، وتجاوزها بأداء ونتيجة مرضية أمر في غاية الأهمية، ولذلك يجب أن تعمل إدارة المنتخب من الآن على إعادة ثقة الشارع الرياضي في عملها، باعتمادها مبدأ الشفافية والوضوح في جميع ما يخص المنتخب الأول، وعدم اعتباره شأنا خاصا بالقائمين عليه فقط. كما ينبغي عليها الانفتاح بشكل أكبر على الإعلام الرياضي، والعمل معه كشريك وليس كخصم، كما عمدت إلى ذلك الإدارات السابقة، مع تقبل النقد بصدر رحب، ما دام يصب في مصلحة الكرة السعودية، واعتباره مساعدا على تجاوز العثرات التي ستمتلئ بكل تأكيد في طريق عودة الكرة السعودية إلى منصات التتويج مرة أخرى.

[email protected]