إنه يوسف المسرحي.. لا نجوم الورق!!

عبد العزيز الغيامة

TT

لن أتحدث هنا عن كرة القدم السعودية التي قضت مضاجعنا بنتائجها السلبية قاريا قبل 7 أشهر، ولن أترك هذه السطور للأندية التي تصرف مئات الملايين من الريالات دون أن تستطيع أن ترسم لنفسها صورة زاهية قاريا منذ عام 2005!

نعم، منذ ذلك العام وأنديتنا غير قادرة على تحقيق منجز يرتقي بما تصرفه على لعبتها الأهم بالنسبة للشارع الرياضي السعودي حيث كرة القدم!

نعم، نحن بعيدون عن تحقيق المنجزات الكروية على مستوى آسيا منتخبات وأندية، لكن لدينا ألعاب أخرى تحقق الإنجازات حيث الميداليات الذهبية وغيرها.. أتدرون أن بطلا سعوديا، اسمه يوسف المسرحي، حقق إنجازا رائعا، ظهر أمس، بإحرازه الميدالية الذهبية في سباق الـ400م على مستوى بطولة أمم آسيا للعبة التي تجري حاليا في اليابان؟!

يوسف المسرحي يلعب بروحه وبعطائه.. هو لا يتقاضى أجرا شهريا عاليا مثل ياسر القحطاني أو سعد الحارثي أو عبد الله شهيل أو محمد نور.. هو منضبط في أداء مهمته الرسمية، لكنه لا يحصل حتى على جزء من المرتب الذي يحصل عليه خالد عزيز، أكثر لاعب في العالم غاب عن تدريبات فريقه، وعلى الرغم من الغيابات والجزاءات التي فرضت عليه نجد أن المسرحي لا ينال ربع ما يناله عزيز، وللأسف!!

نعم، للمرة الثالثة أقولها.. وللأسف مثل هذا النجم لا يتقاضى 10 في المائة مما يتقاضاه نجوم الدعايات التلفزيونية ونجوم الورق.. النجوم الذين خذلوا منتخبهم الكبير وأنديتهم التي تصرف عليهم ليل نهار!

اتحاد لا يحصل سوى على 4 ملايين في السنة، لكنه يحقق إنجازات تصعب على اتحاد تبدو مردوداته المالية أكثر من نصف مليار في الموسم الواحد، وأقصد بالتأكيد اتحاد كرة القدم!

أوجه سؤالي لرئيس اللجنة الأولمبية السعودية، وأقول: طالما أن اتحاد ألعاب القوى يرفع رايات البلاد عاليا في ميادين القوى إقليميا وقاريا ودوليا وحتى أولمبيا.. وطالما أنه يحقق المنجزات دائما في كل محفل؛ فلماذا لا يتم استثناء هذا الاتحاد الذهبي بتوفير ميزانية تليق بألقابه وبطولاته وميدالياته المتنوعة؟!

إنني هنا، ومن خلال هذه السطور، أوجه نداء للأمير نواف بن فيصل بتخصيص ميزانية لا تقل عن 50 مليون ريال سعودي لهذا الاتحاد سنويا، لسبب وحيد، لأنه يحقق التطلعات التي تأملها الجماهير السعودية!

هو يحقق المنجزات بأربعة ملايين؛ فكيف سيكون الحال عندما يكون بميزانية تصل إلى 50 مليونا؟!

يا سمو الأمير.. هل تدركون حجم الصرف الذي تقدمه اللجنة الأولمبية القطرية لاتحاد القوى في بلادها؟! إنها ميزانية مفتوحة!

يا سمو الأمير.. لا نريدها مثلهم، لكننا نريد مخصصات تليق باتحاد ذهبي كألعاب القوى السعودي.

ليت كل اتحاداتنا، بما فيها كرة القدم، تعمل كما يعمل هذا الاتحاد.. برامج منظمة وإنجازات سنوية، لا والله بل ربع سنوية.. إنها أمنيات؛ فهل تتحقق؟!

[email protected]