«وما الحب إلا للحبيب الأول»!

عادل عصام الدين

TT

أعلن النجم الدولي السابق محمد الخليوي الذي أطلقت عليه لقب «الأستاذ» في حوار مطول جميل مع «الشرق الأوسط»، أنه يحب الاتحاد رغم أنه انتقل إلى الأهلي قبل اعتزاله، بيد أنه لم يقدم للفريق الجديد أي إضافة تذكر لأن انتقاله جاء بعد أن تراجع مستواه كثيرا. وربما ينسحب الحال على نجوم آخرين ممن اتخذوا نفس خطوة الخليوي، وفي مقدمتهم «الأنيق» خالد مسعد الذي انتقل من الأهلي إلى الاتحاد ثم عاد إلى فريقه المفضل، وكذلك إبراهيم سويد وسالم سويد وخالد قهوجي.

لكن كرة القدم الحالية لا تؤمن كثيرا بالانتماء الدائم لأن المصلحة الشخصية مهمة جدا في هذا المقام، ولذلك لا أعتقد أن بعض مشجعي نادي هجر بالأحساء كانوا محقين حين رأوا أن قائد فريقهم عبد العزيز بوشقراء كان أنانيا.. وربما خائنا لأنه انتقل إلى النادي المجاور.. الفتح.

يبدو أن إدارة نادي هجر قد تباطأت ولم تعر مسألة التجديد كثير اهتمام فكان الانتقال المفاجأة. وقد صدق بعض مشجعي هجر الذي صعد إلى دوري المحترفين والأضواء بجدارة حين رأوا كما قرأت في «الوطن» أن لاعبهم محق في الانتقال لأنه يبحث عن تأمين مستقبله، وليتنا عدنا إلى سلسلة أسماء الأندية التي لعب في صفوفها بعض كبار لاعبي العالم أمثال رونالدو البرازيلي الذي أعلن اعتزاله هذا العام حيث لعب لأحد أكبر أندية العالم.. البرشا وميلانو وريال مدريد بالإضافة إلى الأندية البرازيلية، ويكفي أن نعلم أن رونالدو لعب لـ3 من أغنى وأشهر أندية العالم، ولعب إبراهيموفيتش لأياكس واليوفي والإنتر وبرشلونة وميلانو، وبذلك يكون قد جمع بين 5 فرق أوروبية تعد من أقوى وأفضل 10 فرق في أوروبا، بل العالم. ولو تتبعنا مسيرة نجوم آخرين لاقتنعنا بأن الانتقال، أمر عادي في ظل الاحتراف، علما بأن رفض الانتقال والتعامل معه على أنه خيانة يحدث حتى في أوروبا، ومن ينسى انتقال البرتغالي فيغو من برشلونة إلى ريال مدريد وقد قوبل الانتقال بضجة كروية عالمية وأحدث انتقاله هزة في برشلونة؟!

ويبدو أن رد فعل الانتقال إلى ناد غير منافس قد يمر بدون ضجة، بيد أن الانتقال من صفوف الفريق إلى صفوف فريق آخر يحسب كمنافس تقليدي مشكلة كبيرة، وأذكر حادثة انتقال نجم كبير بين عملاقي اسكوتلندا الرينجرز والسيلتك حين تم حرق منزل والده بمجرد الانتقال، وقد عرف «الديربي» بين فريقي غلاسكو على أنه الأعنف.. والأكثر تعصبا.

خطورة المنافسة التقليدية بين «سيلتك والرينجرز» أنها تستند على الطائفية أو الاختلاف بين الكاثوليك والبروتستانت.

على إدارات أنديتنا أن تتعامل مع الانتقال بصورة مختلفة عن الماضي.. فلا مكان لـ«التخوين»، وعليها أن تترك الأنانية وتتعامل بواقعية. أعود إلى «الأستاذ» محمد الخليوي، وأختم بالقول إنه أحد أبرز وأفضل من قدمتهم ملاعبنا في خط الدفاع، وقد انتهى مظلوما. قدم الكثير وكان «أستاذا» بأدائه وبراعته ولم يكرم التكريم اللائق بمسيرته الكروية.

[email protected]