ما الرابط بين جوزيه وريكارد؟

مصطفى الآغا

TT

أعتقد أن ثلاثة أرباع من سيقرأون هذه المقالة لا بد أنهم يعرفون شخصيتي غوار الطوشة وحسني البورظان في مسلسل «صح النوم»، الذي ما زال يُعرض حتى اليوم في العشرات من الفضائيات.. وأنا شخصيا من الذين عاشوا وعايشوا تلفزيونات الأبيض والأسود ومسلسلاتها العتيقة ومنها: «صح النوم» وحارته الشهيرة «كل مين أيدو إلو».

في هذا المسلسل يحاول الصحافي حسني البورظان أن يكتب مقالة، لكنه يبدأ بأول سطر فيها وهو الأشهر في الذاكرة: «إذا أردت أن تعرف ما الذي يجري في إيطاليا فيجب عليك أن تعرف ما الذي يجري في البرازيل».. وينتهي المسلسل وينتقل البورظان إلى رحمة الله ولا تنتهي المقالة ولا أحد عرف ما الرابط بين السؤالين أو ما الذي جرى في إيطاليا ولا الذي جرى في البرازيل.. لكن هذا السطر صار علامة فارقة في أي مقارنات أو غمز سياسي أو ارتباطات بين أمرين قد يبدو الرابط بينهما مبهما ولكنه موجود بشكل أو بآخر.

وهنا يأتي الرابط بين البرتغالي مانويل جوزيه والهولندي فرانك ريكارد، وبالتالي بين ناديي الأهلي المصري والاتحاد السعودي والمنتخب السعودي نفسه.

فجوزيه القادم للاتحاد السعودي بسيرة ذاتية ثقيلة الوزن.. خلال وجوده مع الأهلي فقط منذ 2001 وحتى 2008 نال لقب الدوري المصري 5 مرات ودوري أبطال أفريقيا 4 مرات وكأس السوبر الأفريقية 4 مرات وتأهل 3 مرات لكأس العالم للأندية حصل في إحداها على البرونزية. هذا الرجل جاء لفريق الاتحاد السعودي فحقق 7 انتصارات متتالية ثم تعادل الفريق في رقم قياسي (ربما عالمي) 9 مرات متتالية كانت كفيلة بخروجه من الباب الخلفي (وسط تريليون سؤال وتساؤل وجرة مكسورة من بعض مشجعي الاتحاد حول حقيقة مستوى هذا الرجل المثقل بالألقاب)، لكنه عاد للأهلي الذي كان بالمركز الخامس وبفارق كبير من النقاط عن الزمالك.. وسواء فاز بالدوري بسبب رعونة لاعبي الزمالك أو لأسباب أخرى إلا أنه تُوج باللقب بعدما كان مجرد التفكير بذلك يعتبر من المستحيلات.

وقبل جوزيه فشل فوساتي مع الشباب وعاد بقوة مع السد.. ولهذا ربطت بين جوزيه وريكارد لأنني قرأت الكثير من المقالات والتعليقات التي تمنح المنتخب السعودي بطاقة العبور لكأس العالم وحتى الظهور المختلف والمنافس لمجرد أن اسم المدرب هو ريكارد، مدرب برشلونة السابق، أي أن حالات التسرع التي تصل إلى حد التهور في إطلاق الأحكام المبرمة عادت من جديد كما حدث مع آنغوس وكالديرون وحتى كارلوس ألبرتو في كأس العام بفرنسا 1998.

لنتوقف عن إطلاق الأحكام المسبقة ولننظر إلى كل مدرب وتجربة على أنهما أمر مختلف عن أي تجربة أخرى أو حكم مسبق آخر، فقد يأتينا مدرب مغمور ويصنع العجائب كما فعل كارلوس ألبرتو في منطقتنا وقد يأتينا المشهور ويخرج مفنشا كما حدث مع كارلوس ألبرتو نفسه!