إنها بداية جديدة!

فرانكو أرتوري

TT

بإمكان مستر «X»، والمقصود به دائما لاعب الوسط المهاجم في الجهة اليسرى الذي يبحث عنه الميلان منذ بداية سوق الانتقالات، الانتظار، فالثمانية ملايين مشجع تقريبا من أنصار الميلان وأيضا أولئك الذين يشجعون فريقا آخر معه، (ذوو الجنسية المشتركة)، مهتمون أكثر بمستر «B»، والمقصود به برلسكوني رئيس النادي، فبالطبع حروف الهجاء في الميلان تبدأ من هناك، مع كامل الاحترام للحرف «A»، مثل أليغري، المدير الفني للفريق.

إن مبلغ 650 مليون يورو التي اقتطعها القضاء من حسابه الجاري لوضعها في حساب دي بينيديتي، بعد مشكلة شراء دار نشر موندادوري، ولدت أكثر من تصور لمستقبل النادي (الأكثر ألقابا في العالم). لم يتمكن مالك هذه الإمبراطورية من الحضور في الموعد إلى ميلانيللو، حيث معسكر الفريق وأول تجمع استعدادا للموسم الجديد، فالحداد لوفاة أحد جنودنا في أفغانستان والتنبيه لموقف الأسواق قد جعلا حضوره غير مناسب. لكن رسالته، التي ألقاها عبر وسيط، كانت مطمئنة، وتحديدا بعث بها عبر ابنته باربارا برلسكوني، فابنة رئيس الوزراء دائما ما اندمجت أكثر في دورها كمستشارة جديدة لنادي الميلان وممثلة للعائلة إلى جوار غالياني، نائب الرئيس. تحدثت عن سوق الانتقالات، والأحلام، والبرامج، والتقييمات الفنية. عبارة «نود الفوز بكل شيء»، هي النتيجة المنطقية لتحدي أبيها والذي تم استحضاره بطريقة واضحة عبر شعار «مسألة حب»، والتي كررها برلسكوني كثيرا. إنها كلمات تعكس الالتزام ومن المستبعد أن تكون قد قيلت بلا حساب، وتحديدا في اللحظة التي انطلقت فيها مجددا مسيرة النادي نحو الانتصارات بعد أعوام من الركود والاستثمارات المحدودة. ويعتبر لقب الدوري الذي فاز به الفريق للتو والخبرة الإدارية لغالياني هما دوافع أخرى للانطلاقة الجديدة. وخلال حديثها، لم تغب الإشارة إلى الصفقات التي تم إبرامها بالفعل، وضم لاعبين ذوي ثقل: عودة بالوسكي، المدافعين مكسيس وتايوو، والمهاجم الواعد ستيفان الشعراوي، في واقع الأمر هو موقف أكثر وضوحا مقارنة بسباق الحقوق.

كما تمت إعادة إرساء أولويات النادي والأهداف التي يسعى لتحقيقها في تصريحات غالياني وباربارا، التي يعشقها أكثر جماهير الميلان (علاوة على باتو)، فقد ظهرت بطولة دوري الأبطال مفضلة لدى أنصار الميلان، والتي تم اعتبارها كما رأينا في الأعوام الأخيرة ملكا للأندية الإسبانية والإنجليزية والألمانية الكبرى، والتأكيد مجددا على أن «المهمة» الأصلية، وهي تأكيد الوجود أوروبيا، لها معنى قوي. قارنوا هذا الاستعراض المليء بالآمال المحدودية في إعداد البرامج في الأعوام الماضية، حينما كان ينظر للميلان ليس بأنه أقل من فرق أوروبية كبرى وإنما من إنتر موراتي، بالطبع إننا بصدد بداية جديدة.

الخلاصة، ها هي القفزة إلى أعلى، بعد تراجع كبير في الترتيب والأداء، مثلما حدث في البورصة أول من أمس. حينئذ يمكن التساؤل مجددا بشأن من يكون مستر «X»، كي يتم إهداؤه إلى جماهير الميلان وأليغري لشق الطريق أوروبيا، سيكون هناك وقت للتعمق في ذلك. الكلمة الآن في الملعب، حيث ينزل فريق ميلان صلب بالفعل ولقب الدوري على صدره، والذي عليه ألا يفقد ذاته وسط منافسيه الإيطاليين. إلى الآن، ليقلق الآخرون.