عادت الروح.. والبقية «انتظار»!!

هيا الغامدي

TT

من الصعب جدا أن يقفز فريق في العالم من حال إلى حال بمجرد لعب مباراة واحدة لم تسبقها فترة تحضير منطقية، خاصة إذا عانى من فترات كساد؛ هبوط أو انخفاض بالنتائج إلى قمة العطاء والنتائج الباهرة التي توقعها البعض بمجرد أن عاد منتخبنا الوطني الأول لممارسة الكرة بالاستحقاق الخارجي (الدورة الرباعية بالأردن)، ففترة التحضير والإعداد، لم تكن طويلة، وصاحبها عدم وضوح بالرؤية الكلية لملامح المدرب (المشرف المعتمد)، إلا بعد فترة طويلة، وبالتالي كان من المنطقي جدا أن تأتي مباراة الأمس الافتتاحية بالنسبة للدورة ولمسيرة منتخب تعطل كثيرا وأخيرا.. اجتهادية أكثر منها «تكتيكية»، وتكنيكية أكثر منها «ذهنية»، وتفاعلية أكثر منها «نفسية»!!

«موريس».. مدرب مؤقت قاد المسؤولية إلى حيث تستطيع خياراته المتاحة الالتزام بتخطي المرحلة التكليفية زمنيا وإمكاناتيا بالقيادة والتصرف، ولا يُلام الرجل بعد اجتهاده، رأينا بعض المعضلات المتكررة وصورا شبيهة بماض قريب، كفراغات خط الظهر، والاستعجال في الهجمة، وضياع الفرص الناتج عن عدم التأني والتركيز وغيرها!!

لكن بنظرة إجمالية كلية.. منتخبنا، أمس، حينما قابل منتخب الأردن موقعها وأرضها وجمهورها والمنغمس ببيئتها التحضيرية والنفسية والإعدادية كان أفضل مما كان عليه في الأيام الصعبة الماضية، سواء في الخليجية أو الآسيوية، وهذه حقيقة. ربما يتساءل سائل: ما الذي تغير إذا كانت ظروف الظهور والانطلاق والإعداد والتحضير والتجميع ذاتها؟! نقول: تغيرت «روح الفريق» من داخل نسيجه؛ ليس الفني فحسب وإنما العناصري، فطغت السيطرة والدافعية والانطلاق والهجوم الضاغط على أغلبية سيناريو مباراة أصحاب الأرض، الذين قدموا مستوى ثابتا وجيدا ومتفقا عليه، حتى إن قناعاتهم الندية ضمنا للجرعة الإعدادية التي كانوا عليها أوصلتهم، أو كادت، للهدف، وبلوغ نهائي الدورة.

منتخبنا لعب بواقعية ظروفه المحيطة، ومع ذلك أعطى مؤشرا جيدا وانطباعا حسنا عن المقبل بإذن الله، وكل ذلك طبعا سيؤطر بصيغة العمل التي يعد لها «ريكارد»، الذي بدأت تتجه نحوه السهام النقدية الرامية بكل اتجاه، وهذا بالطبع ليس بمصلحة لا المنتخب ولا المستقبل «ياااا ساتر»، الرجل لم يبدأ بعد وبدأت سهام النقد تغزو أجندة عمله والتنبؤات والتكهنات ما بين تأكيد على النجاح والفشل تتوالى، وبصراحة، هذا التفكير المتأخر هو ما أخرنا وأعادنا للوراء، ونسف وسينسف كل الخطط والاستراتيجيات والتعب والمجهودات التي حملها ويحملها الاتحاد السعودي على عاتقه!!

لهؤلاء نقول: إذا كانت مصلحة منتخب الوطن تهمكم فأبعدوا أنفكم عن عمل المسؤولين، بما فيهم المدرب، راقبوا الوضع، والزموا الصمت، واتركوا العمل يتحدث عن نفسه، وبالطبع هذه الفترة «دورة فوكس الدولية» مرحلة انتقالية بالذات لنا خاصة، ويتبعها مرحلة تصفيات مهمة ومتعاقبة، وبالتالي ما يجري بها ضمن العقل الواعي والفكر المنطقي ليس سوى تحضير وإعداد وتجهيز، لنعتبرها مرحلة مباريات ودية «تكوينية» للنقاط الأساسية المراد الاتفاق عليها فيما بعد، وأنا على قناعة بأن ريكارد سيغير كثيرا من واجهاتها ونسيجها الداخلي وفق منظوره الخاص، المقبل «ديربي خليجي» مثير بين الأخضر و«الأزيرق» بنهائي البطولة.. يا الله طلبناك!