من يقود الوعي في رياضتنا؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

ربما لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية تشاهد جماهير فريق ما تتمنى رحيل نجمها الأول إلى فريق آخر، بل وتقتنع بذلك وتؤمن بعد أن تابعت ولاحظت هبوط أدائه الفني لهذا العام أو لفترة ما قد تصل إلى عامين أو أكثر!!

لماذا يحدث ذلك في كرة القدم السعودية؟ وبماذا نسمي هذه الأمنيات التي باتت الجماهير بشتى ميولها وانتماءاتها تكشف عنها وعلى الملأ بعد أن كانت تضع خطا أحمر أمام إدارات الأندية والإعلام حينما يرغب أي منهما في الحديث عن ذلك؟!

أعتقد أن المرحلة العصيبة التي تعيشها الكرة السعودية ورياضة البلد بشكل عام أعطت نتائج إيجابية تجاه الكثير من «القضايا» التي كان من الصعب الحديث عنها أو حتى مجرد النقاش حولها، والأسباب تعود بالدرجة الأولى إلى التعصب والحساسيات التي كانت ولا تزال متجذرة في محيط الرياضة السعودية!

كان بعض النجوم الكبار في كرة القدم السعودية يعيشون مآزق فنية لا مثيل لها في سنوات مضت.. كانت مستوياتهم متدنية، لكن الجماهير كانت تقف معهم لأسباب عاطفية وتاريخية لدرجة أن أحد النجوم سدد مرة ركلة جزاء فتصدى لها حارس المرمى فصفق المدرج، ليس لتسجيله الجزائية، وإنما لإهداره الضربة إيمانا منها بعراقة اللاعب ومكانته وهيبته على مستوى كرة بلاده!!

لست هنا بالمحرض ضد النجوم، لكنني أطالب دائما بالواقعية؛ كوننا نعيش في عصر الاحتراف الكروي، وبالتالي يفترض أن تكون بين النادي واللاعب علاقة مرتبطة على أساس العطاء وليس المجاملات!

أطرح مثل هذه الفكرة وأنا أتابع قضايا ياسر القحطاني وسعد الحارثي وأسامة هوساوي ومالك معاذ مع أنديتهم.. اللاعبون لم يعودوا يقدمون ما تتطلع إليه الجماهير.. واللاعبون أيضا باتوا غير قادرين على إرضاء المدربين، وقبل ذلك الأندية، فكانت النقاشات على باب واسع، إما العطاء اللافت وإما الرحيل وإما الرضا بقليل من المال.. لا شروط وأداؤك متواضع!!

سبق لي أن كتبت عن ذلك قبل أسابيع، لكنني أعيد طرح الفكرة ذاتها من وجه آخر لإيماني بأن كرتنا السعودية ستستفيد كثيرا من هذه الرؤية الجديدة المتغيرة في عقول الجماهير وقلوبهم.. نعم في رأيي أساس التغيير هم الجماهير وحينما يمنحون الإدارات الضوء الأخضر لتغيير كل شيء في الملعب فعلى مسيري الأندية فعل ذلك دون لحظة انتظار.

أتمنى من الجماهير كلها ألا تضع فرقها المحلية مسرحا لغير القادرين على تقديم أشياء في أرض الملعب.. الذي لا يملك القدرة عليه الرحيل، أما الطامح والمتوثب لعطاءات مقبلة فاتركوه، فإن لمجده بقية ولأهدافه حضورا في شباك المنافسين!!

[email protected]