إحصائيات دقيقة!

مسلي آل معمر

TT

وضعت إحصائية الحضور الجماهيري لدوري زين نادي الرائد منافسا لدودا للهلال من الناحية الجماهيرية، حيث شكلت نسبة حضور جمهور الرائد 80 في المائة من حضور جمهور الهلال، بينما تفوقت جماهيرية الرائد مع التعاون مجتمعة على جماهيرية الهلال بما نسبته 155 في المائة، ورغم أن هناك من كان يقول إن لغة الأرقام لا تكذب، فإن استطلاع زغبي الشهير كان قد وضع جماهيرية الهلال تتفوق على جماهيرية الاتحاد والنصر والأهلي مجتمعة، بينما كانت الفوارق ضئيلة في الإحصائية الأخيرة بين الأندية الجماهيرية الأربعة.

أن يتصدر الهلال قائمة الأكثر حضورا جماهيريا فذلك غير مستغرب، بل وارد جدا لسببين؛ أولهما: الجماهيرية الواضحة للأزرق التي لا يحجبها غربال أو مكابرة. وثانيهما: المستوى المميز للهلال في السنوات الأخيرة وتصدره للدوري منذ بدايته حتى نهايته، وهذا عامل مهم ومحفز للحضور الجماهيري، لكن الغريب جدا هو تصريحات مسؤولي هيئة دوري المحترفين وإصرارهم على أن الإحصائية دقيقة، بل إن بدر الشمري، مدير التسويق، قال: «الهدف من نشر الإحصائيات هو تقديم المعلومة الصحيحة، ونضع الأساس الصحيح لتنفيذ المشاريع المستقبلية»، بينما قال محمد النويصر، المدير التنفيذي: «المعلومات دقيقة وغير قابلة للتلاعب»!

وبما أن بدر الشمري يريد وضع الأساس الصحيح لتنفيذ المشاريع المستقبلية فلماذا لم يوضح أن هناك جماهيرية كبيرة لأندية الهلال والاتحاد والأهلي والنصر في القصيم ساهمت في رفع معدل الحضور الجماهيري لمباريات الرائد والتعاون؟ ولماذا لم يوضح أن ملعب جدة هو الملعب الوحيد المزود بالبوابات الإلكترونية، أي لماذا لم يرجع للمباريات المنقولة التي فضحت المدرجات الخالية، بينما جاءت السجلات بعكس ذلك تماما؛ مثل مباراتي التعاون والحزم والرائد والقادسية (على سبيل المثال). لماذا لم يشر إلى أنه قد يكون هناك احتمالية تسرب للجماهير إلى داخل الملاعب من دون تذاكر كما حدث في مباراة النصر والاتحاد في الدور الأول؟ لماذا لم يقل إن «شغل» المحاضر الرسمية والجرد هو عمل بشري قابل للخطأ، بسبب الضغط أو ضعف القدرات أو العاطفة؟ بينما العمل الإلكتروني عمل دقيق لا يقبل العواطف أو الخطأ.

الواقع أن كاميرات النقل التلفزيوني تؤكد أن الأرقام غير دقيقة إطلاقا، وأن المسؤولية تقع على هيئة دوري المحترفين بسبب عدم تركيب البوابات الإلكترونية في الملاعب؛ رغم أن قيمة رعاية الدوري وصلت إلى 300 مليون ريال، بالإضافة إلى قيمة النقل التلفزيوني التي تصل إلى 150 مليون ريال سنويا!

أما أصحاب المشاريع المستقبلية فأود أن أوضح لهم جزئية بسيطة وهي: لا يوجد مستثمرون الآن سوى شركات قطاع الاتصالات، وهذه الشركات لديها معيار دقيق جدا لقياس الجماهيرية والقوة الشرائية وهي: جوالات الأندية. لذا؛ لا أتوقع أن يلتفت أحد إلى هذه الأرقام ما لم يكن العمل إلكترونيا كما في ملاعب إندونيسيا وماليزيا وسنغافورة!