المخضرم بيرلو يقود أوركسترا اليوفي

اليساندرو دي كالو

TT

تكفيك بضع دقائق في أول ظهور ليوفنتوس في معسكر الفريق في باردونيكيا، حتى تدرك أن بوجوده في قلب الملعب من الممكن أن تسطر السيدة العجوز تاريخا جديدا لها. وفي أولى تجارب اليوفي الودية أمام فريق فال دي سوسا لا تعد أساسية تلك الأهداف الـ12 التي سجلها فريق أنطونيو كونتي أو حتى الثلاثية التي أحرزها اليساندرو ماتري أو ثنائيات لوكا توني وسيموني بيبي أو هدف فيليبي ميلو الذي جاء بطريقة أشبه بلعبة البلياردو ولا أداء دي سيلفيسترو المثير للاهتمام. بل إن الحدث الأهم في ذلك اللقاء هو الاندماج الفوري للمخضرم أندريا بيرلو، لاعب وسط الميلان السابق، الذي قاد أوركسترا اليوفي كما لو أنه كان يلعب دائما في هذا الفريق وليس منتقلا إليه حديثا بعد قضاء 10 مواسم في الميلان.

وبنفس الطبيعية التي تجعل رفقاءه يقرون له بالقيادة أخذ بيرلو، في أول ظهور له بقميص السيدة العجوز، يسحق الكرة ويرسل الكرات الطويلة والقصيرة، وتقريبا جمعيها على الطائر، دون أن يزيد لمس الكرة عن مرتين فحسب. لقد غير بيرلو من شكل الأداء الهجومي لفريق اليوفي من خلال تصميم ممرات لاحتمالات جديدة لا يمكن للآخرين، حتى، تخيلها. ولم يجد كيلليني وماركيزيو وكوالياريلا وماتري أي صعوبة في استيعاب تحركات أندريا داخل الملعب: فقد كانوا جميعا رفقاءه في صفوف المنتخب الإيطالي. ويتحدث الصربي ميلوس كرازيتش لغة مختلفة عن الآخرين ولكن داخل الملعب التفاهم مع بيرلو بدأ على الفور.

ولكن هل كان فريق اليوفي بقيادة أنطونيو كونتي يعتمد في لقائه التجريبي أمام فال سوسا على طريقة لعب 4 - 2 - 4 أم 2 - 4 - 4؟ يمكننا أن نناقش ذلك على المدى البعيد، فهذا الموضوع بإمكانه أن يكون مثيرا للجدل. فالأمر سيتوقف على القطاع الذي نرغب من خلاله في تصوير نموذج اليوفي. من المؤكد أن انطلاقة الفريق خلال هذه المباراة الودية كانت، لا سيما، أشبه بطريقة لعب 4-2-2-2 (نوعية برازيل بارييرا) أو 4-2-3-1 (كرازيتش وماركيزيو على الجانبين من الناحية الهجومية وكوالياريلا وماتري في قلب الهجوم ولكنهما غالبا لا يوجدان على نفس الخطة).

على أي حال، لقد رأينا حول أندريا بيرلو هالة من الضوء الإضافي المعتاد رؤيته من خلال كيلليني وماركيزيو وماتري وكرازيتش. أما في تشكيلة اليوفي خلال الشوط الثاني من اللقاء، فبالإضافة إلى تألق سيموني بيبي ولوكا توني استحق اللاعب الناشئ دي سيلفيسترو بعض الثناء. وفي ظل انتظار وصول الإيطالي جوسيبي روسي، مهاجم فياريال، إلى تورينو وكذلك مهاجم الجبل الأسود ميركو فوتسينيتش يتعين على انطونيو كونتي الاستمرار في العمل على نقاط دفاع خط دفاع الفريق (الذي بدا يوم أول من أمس مرتبكا بعد إحراز فال سوسا هدف التقدم 0 - 1 في بداية اللقاء). لقد ظهر جوهر اليوفي غير أن الأمر في حاجة إلى بعض الوقت لإضافة المهارة. وإذا استطاع اليوفي أن يمضي قدما على هذا النحو فسيصل، بالتأكيد، إلى غايته.