«شيزوفرينيا».. المنتخب والنادي!!

هيا الغامدي

TT

قليلة هي المعلومات والتفاصيل التي نعرفها عن منتخب هونغ كونغ الذي سيلاقي منتخبنا الأول (ذهابا) بالدمام ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014م بالبرازيل. المعلومات الضئيلة مع «الدهاليس المظلمة» والتفاصيل المجهولة عن هذا المنتخب لا تخفي الحقيقة الأكيدة عن تلك المنتخبات القادمة من بعيد لترقى بسلم التطور الأدائي الكروي القائم على السرعة والمباغتة والتوزيع والانتشار!

كرة الشرق تقدمت في الوقت الذي لا يزال فيه الغرب يبحث عن ذاته خلف المتاهات ويغط في سبات عميق، منتخبات كثيرة تطور أداؤها واستفادت من «فتات» كبار المنتخبات بمشرق القارة، نتحسر (والله) حينما نتذكر أياما خوالي كنا نتخطى أسودا شرسة كاليابان وكوريا الجنوبية والشمالية والصين.. والآن (اللهم لا اعتراض)!! أمعنوا النظر بكيفية تطور تلك الذهنيات ولا تلقوا باللوم على التكنولوجيا فنحن لا نعيش بداخل «قمقم» مغلق أو غار محكم! «تطوير الذات» والاستفادة من أدوات العصر الحديث وتقنياته أوصلت هؤلاء فوصلوا.. حتى منتخباتهم «الناعمة» اكتسحت أعتى المنتخبات العالمية المعروفة بالتجربة والخبرة والتمرس كأميركا وألمانيا والسويد.. ضمن بطولة العالم للسيدات! وأعي تماما أن الحال لا يختلف ولن يبتعد حتى لو تحدثنا عن بطولة العالم للأطفال - مع احترامي - فالفرق واضح بين ما هو شرق وغرب!! فتلك الشعوب تعمل كما النمل بموسم الحصاد وتدخر حصيلة عملها بالاستحقاقات الكبرى لتبدع وتبهر وتستفيد من التجربة، ونحن لا نزال نختلف حول تكوين القاعدة والأساسيات حتى إننا لا نملك للآن أكاديميات بالشكل الرسمي المتعارف عليه!! حتى أجيالنا الصغيرة هجرت «البلايستيشن» ورحلت لا أدري إلى أين؟!! نعود لمنتخبنا الذي سيلاقي هونغ كونغ ذهابا وإيابا بذات العناصر والتركيبتين الفنية والإدارية والوضع ذاته كظاهر الأمر، أما باطنه فقد كشفت مباريات بطولة فوكس الدولية شيئا منه، أعترف بأننا كنا قد أشدنا في بداية الأمر ببعض التحركات الإيجابية وتوقعنا أن تتمم بمباراة الكويت الختامية لكن الحال استمر على ما كان عليه، مما يعني أن الوضع الفني والذهني والتكتيكي لا يزال هو ذاته و«موريس» لم تظهر لمساته على اللاعبين بعد والتي هي بمعظم ظني مجرد اجتهادات شخصية، كنت أتمنى بل أتوقع أن يتسلم المدرب الجديد «ريكارد» المهمة الرسمية من بدايتها ويتحمل المسؤولية من أولها.. لكن؟!! استمر الوضع على ما هو عليه وبقي الرجل بعيدا يرقب الوضع كمتابع ومراقب من بعيد!

فنيا.. منتخبنا لا يزال بحاجة لهوية وانضباط تكتيكي، سيكولوجيا وذهنيا فالأمور تصب بالتركيبة العناصرية ولا تزال تعيش إشكالية الانفصال/الانفصام بين المنتخب والنادي والنتائج والدلائل والميدان دليل على ذلك، فبصراحة «خالية من الوقاحة» البعض ليس سوى «لعيبة أندية»، وإن كانت تلك ظاهرة عالمية تعاني منها بعض المنتخبات، فتجدهم بأنديتهم «شعلة نشاط» وبالمنتخب من دون جدوى ولا فاعلية!! ضمن السياق قرأت تصريحا لـ«مارادونا» مدافعا فيه عن ميسي نجم الكرة العالمية بذات الخصوص وذات العموم والأكيد أن ميسي «برشلونة» ليس هو ميسي الأرجنتين!

بالنسبة لمنتخبنا فهناك نماذج عدم ذكر أسمائها ليس سوى احترام للقوام الصحي للمنتخب، فيا ترى ما أسباب تلك الشيزوفرينيا: المال.. الاحتراف.. وجود مجموعة مساعدة على التميز أو العكس.. أم تدني الجرعة الوطنية..؟! ومارادونا يعقب: ميسي «أرجنتيني».. إنه ليس «إسبانيا»!!