في النصر.. بقي الأهم!

مسلي آل معمر

TT

قامت الدنيا ولم (تجلس) ضد ماجد والهريفي وغيرهما من المحللين والإعلاميين، الذين انتقدوا العمل النصراوي العام الماضي، وعلى الرغم من إيماني العميق بأن هناك أمورا كثيرة كان يمكن تسويتها بعيدا عن الإعلام، خصوصا فيما يتعلق بماجد وفهد، إلا أن تصنيف البعض لظهور الاثنين وغيرهما على أنه حرب، هو وصف مبالغ فيه وليس في محله، قد نقبل أن يوصف بسوء التوقيت، أو النقد القاسي، لكن أن يقال عنه حرب فهذا يعني أن من آمن بهذا القول لا يريد أن يسمع رأيا آخر، بل ربما يريد أن يتعرض ناد كبير كالنصر للخسائر والانكسارات، ويمر الوضع مرور الكرام، وهنا يمكن أن يصنف فكر كهذا على أنه يقدم أهمية صورة الإدارة على أهمية صورة النادي، أي فليخسر النصر وتتلطخ صورته لكن من المهم أن لا يمس أحد صورة الإدارة.

لا أريد أن أخوض في الماضي كثيرا، لكن حتى هذه اللحظة أعتقد أن الإدارة استفادت من أخطائها ومن الانتقادات الجماهيرية والإعلامية التي وجهت لها، بعد أن دخلت في تحد مع الجمهور والمنتقدين لتعديل الأوضاع، فمن وجهة نظري الشخصية أن التعاقدات مع المدرب وعنتر يحيى وخوان ميرسير، تعتبر موفقة، خصوصا الأخير الذي أتوقع أن يكون أفضل لاعب نصراوي في الموسم المقبل، كما أن صرف الرواتب المتأخرة وإجراء المخالصات مع اللاعبين السابقين مؤشر جيد على تنظيم صرف الحقوق. وفي هذا الجانب أعتقد أن الإدارة أنجزت الجانب المهم في التعاقدات، وهو حسن الاختيار، لكن بقي الجانب الأهم، وهو تهيئة بيئة النجاح، ممثلا في صرف الرواتب والحقوق في وقتها، وإعطاء المدرب حرية العمل الكاملة، مع منح اللاعبين الفرصة العادلة لتمثيل الفريق قبل إصدار الأحكام تجاههم.

ما أتمناه من الأمير فيصل بن تركي وإدارته، أن يعوا أنهم ومن يختلفون معهم في الآراء جميعا نصراويون ويحبون النصر، كل يحب النصر على طريقته، ويرى مصلحة الكيان من زاويته، لكن العمل والنتائج يظلان الفيصل في كل شيء، وعندما تخطئ الإدارة أو تسوء النتائج، فلا بد أن يتوقعوا ردة الفعل وأن يتحملوها، بل ويحترموها؛ لأنهم يعملون في ناد جماهيري كبير.

في النهاية.. ترسيخ مفهوم المؤامرة والحرب الداخلية (التي لم أستوعبها) ليست في مصلحة النادي على الإطلاق، وإذا ما كان هناك حرب فعلية وبأدلة، فمن الأفضل الإعلان عن أسماء من يقفون خلفها، وماذا فعلوا بالضبط، وذلك برأيي أفضل من التعميم وإشاعة هذا الفيروس المدمر في جنبات النادي، أما التراشق مع بعض الإعلاميين وتوزيع الاتهامات، فقد يفهم منه أنه محاولة للتشكيك في أصحاب الأقلام المستقلة والتأثير عليها، لذا أقول لزملائي: الصحافي الذي يحول الاختلاف إلى تصفية حسابات، يستغل المهنة أبشع الاستغلال، كما أن الصحافي الذي يكتم رأيه لسبب ما، أو يخوض المواجهات نيابة عن الآخرين، لا يستحق البقاء إطلاقا!