الإنتر حقل تجارب مفتوح طوال الصيف

أندريا إليفانتي

TT

لقد كان غاسبيريني مدرب الإنتر الجديد يعلم جيدا منذ اليوم الأول أن الإنتر سيكون بمثابة موقع عمل مفتوح طوال الصيف وحتى بداية الدوري، ولم يتذمر من ذلك الأمر أو يجعل منه مأساة. ولا شك أن السبب في هذا يعود أيضا إلى قرار اتخذه غاسبيريني بموافقة ومباركة إدارة النادي، ويتمثل القرار في منح اللاعبين الستة الذين شاركوا مع منتخباتهم في بطولة كوبا أميركا فترة إجازة مناسبة، على عكس الميلان، قبل مباراة السوبر الإيطالي. ورغم أن هذا التصرف قد يجعل الإنتر لا يتمكن من هضم وتطبيق طريقة وأسلوب لعب المدرب إلا مع بداية الدوري وليس قبل ذلك، فإن غاسبيريني يبدو مستعدا لقبول هذه المخاطرة. ويبدو أن إدارة النادي تشارك غاسبيريني هذا الرأي، وهو ما يتضح في تصريحات موراتي رئيس النادي التي قال فيها إن مباراة الديربي بين الإنتر والميلان المقرر أن تقام يوم 6 أغسطس (آب) القادم على كأس السوبر الإيطالي تعتبر «مباراة هامة من أجل كرامة الإنتر وتاريخه، لكنها يجب أن لا تؤثر على الموسم القادم». وكأن موراتي يقصد أن يقول بهذه التصريحات إن انتزاع لقب السوبر من نادي الميلان لا يستحق أن يضع الإنتر نفسه في مأزق مع بداية الموسم عن طريق إجهاد بعض لاعبي الفريق الذين تخطوا حاجز الثلاثين عاما (بدءا من مايكون ومرورا بالآخرين)، والذين شاركوا في بطولة كوبا أميركا بعد موسم شاق شهد مشاركتهم أيضا في المونديال خلال الصيف الماضي، وعانى بعضهم خلاله أيضا (مثل جوليو سيزار وكامبياسو وميليتو) من إصابات شديدة ومرهقة.

وفيما يتعلق ببقية لاعبي الإنتر، فإن استعدادهم للموسم القادم يرتبط بشدة بإمكانية بيع واحد من بين شنايدر ومايكون وباللاعبين الجدد الذين سينضمون للفريق في حالة بيع أحد هذين النجمين. ويعرف غاسبيريني منذ البداية أن التضحية بواحد من بين شنايدر ومايكون قد تكون أمرا ضروريا، لكنه يعرف أيضا أنه يجب أن يكون مستعدا للعب بفريق في قمة الإعداد واللياقة إذا لم يتم بيع أي من هذين النجمين. ولهذا السبب ينتظر غاسبيريني عودة مايكون كعنصر أساسي في الفريق والرجل القادر على «ملء» الجانب الأيمن في الفريق مثلما يقتضي مشروع المدرب الجديد. ويرغب غاسبيريني في ضمان فتح الملعب من أجل تحريك الفريق وإيصال الكرات إلى لاعب قلب الهجوم سواء كان باتزيني أو ميليتو، كما يسعى للدفع بألفاريز كجناح أيسر مهاجم (وما زال ألفاريز يحتاج للكثير من التدريب للعب في وسط الملعب) بأفضل طريقة يمكن معها استغلال قدمه اليسرى شديدة البراعة.

ولهذا السبب جاءت إصابة جوناثان في العضلة الضامة بمثابة مفاجأة غير سارة لغاسبيريني ستربك حساباته بدرجة كبيرة. فيجب تجربة جوناثان في أسرع وقت داخل الملعب (وربما يتم ذلك في دبلن في نهاية شهر يوليو/تموز الجاري) للتأكد من قدرته على أن يحل محل لاعب فذ مثل مايكون (وفي هذه الحالة قد يراجع نادي الإنتر نفسه في موقفه تجاه سانتون الذي يعرضه النادي للبيع). ولهذا السبب يصر غاسبيريني في الوقت الحالي على الدفع بشنايدر كلاعب خط وسط. ولا يستبعد المدرب أن يدفع بشنايدر في مركز أكثر ميلا للهجوم لاحقا، لكن غاسبيريني في الوقت الحالي يرى، بعد أن فوجئ بمستوى ألفاريز الأعلى مما كان يتوقع.