القوة السعودية العاشرة!!

مصطفى الآغا

TT

لم أفهم سبب تخوف بعض مشجعي الكرة السعودية من لقاء المنتخب مع هونغ كونغ سوى أنه نتيجة لما حدث سابقا من إضاعة الفرصة للوصول لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، بعدما أضاع اللاعبون الفرصة واللقمة كانت في الفم.. أولا أمام كوريا الشمالية حين كان التأهل المباشر ممكنا في الرياض لكن المنتخب عجز عن الفوز.. ثم جاءه الملحق أمام البحرين فتعادل خارج الديار سلبيا ولم يتمكن من الفوز على أرضه رغم تقدمه 1/2 في الدقيقة 91، لكنه خرج من السباق على كأس العالم بعدها بدقيقتين، ليغيب عن النهائيات للمرة الأولى منذ أميركا 1994..

وهو طبعا رد فعل على عدم التتويج بكأس الخليج، ثم الخروج المفجع من كأس أمم آسيا حين كان الأخضر السعودي أول المودعين لنهائيات قطر حتى قبل المنتخب الهندي.. وبعدها جاءت قصة البحث عن المدرب، ثم إلغاء التعاقد مع ريكاردو غوميز، ثم إيجاد مدرب مؤقت، وبعدها فرحة تسلم ريكارد التي أعقبتها صدمة خسارة لقب الدورة الرباعية الأردنية بهدف بدر المطوع بعد فذلكة دفاعية دامت خمسا وأربعين ثانية..

وقتها أطلق مشجعو السعودية ممن سافروا للأردن للوقوف مع منتخب بلادهم حتى لو كانت المناسبة ودية.. أطلق هؤلاء العنان لغضبهم على اللاعبين و«نتفوا ريش بعضهم الكثير»، وعلى رأسهم محمد نور وناصر الشمراني وأسامة المولد، وسمعنا الكثير عن عدم الرغبة فيهم لاحقا، وأنهم لا يلعبون في المنتخب كما يفعلون في أنديتهم.. طبعا كلام عاطفي في مجمله لا يستند إلى وقائع حقيقية على الأرض..

وجاء الجواب يوم السبت بتمريرات «بيكامية» خارقة حارقة من نور المشهور بالقوة العاشرة، والذي يتصدر حاليا استفتاء برنامج «صدى الملاعب» لأفضل لاعب عربي في الألفية الثالثة، أي منذ عام 2000 وحتى 2011، بمجمل أصوات زادت على المائة وعشرين ألفا، ومتقدما على نجوم كبار أمثال أبو تريكة والحضري ومجيد بوقرة وسامي الجابر وياسر القحطاني وعلي الحبسي ومروان الشماخ وآخرين.. فيما تبختر ناصر الشمراني أمام مرمى هونغ كونغ وسجل مرتين وكاد يسجل مرات، ومثله فعل أسامة المولد الذي سجل مرة من رفعة ساحرة آسرة من محمد نور، وكل هذا أمام أعين المدرب الجديد الذي تساءل أيضا الكثيرون عن سبب عدم قيادته الميدانية للمنتخب وانتظاره لنهاية التجربة الهونغ كونغية!!

طبعا نتيجة الثلاثة للبعض «تخوف»، وهذا من حق أي مشجع، فكرة القدم لا تعرف كبيرا أو صغيرا، لكنها في المجمل محكومة بجملة أمور تجعلنا نستبعد أي مفاجأة على الأقل في هذه المرحلة، والدليل أن كل العرب فازوا في أول امتحاناتهم، باستثناء منتخب فلسطين الذي خسر من أقوى فرق السبت من غير العرب وهم التايلنديون وبهدف يتيم، إضافة لخسارة اليمن أمام العراق.. وربما يكون الخاسر الأكبر يوم السبت هو القطري محمد بن همام الذي أوقف مدى الحياة كما سبق أن كتبت قبل صدور القرار، لأن «المكتوب كان باين من عنوانه» ومن أول أيام التحقيق الذي يبدو لي أن له رائحة «مش نظيفة».