الأخضر القديم!

منيف الحربي

TT

بالنسبة إلى البيات الطويل الذي أعقب الإخفاق المر في الدوحة، تعتبر مواجهة المنتخب السعودي الرسمية مع منتخب هونغ كونغ قفزة جيدة فوق الحاجز النفسي، خاصة وهي تأتي بعد موسم ساخن وطويل خرج منه اللاعبون لمعسكر قصير ثم لعبوا وسط أجواء مزعجة وطقس حار.

أما بالنسبة إلى واقع الفريق المقابل فنستطيع القول إنها كانت مواجهة عادية لا يمكن أن تكون حكما على مدى تطور الأخضر أو دليلا على تجديد يلائم الهدف الأهم (كأس العالم 2014).. فالتشكيلة الحالية قديمة ومعدل أعمار اللاعبين مرتفع نسبيا، غير أن هذا لا يلغي تطلعات الجماهير والمسؤولين نحو تحديث متدرج إذا ما تم بصورته الصحيحة فهو حتما سيقودنا إلى ما نريد.

الأخضر القديم داخل الميدان سيشهد إشراف مدربه الجديد في المراحل التالية، إضافة إلى أن الجهاز الإداري (الجديد أيضا) تجاوز الكثير من عواصف البداية والزوابع التي أثيرت هنا وهناك لأسباب مختلفة، ولعل هذا يعطي مسؤوليه صورة لما ينبغي أن تكون عليه مسيرة العامين المقبلين نحو إعادة هيبة منتخبنا قاريا وإقليميا.

بداية مشجعة، نتمنى أن تكتمل إلى النهايات الأكمل، وألا نعود إلى مرحلة الإحباط من جديد، فالسيناريو حينها سيكون مرعبا لا قدر الله.

* هل سقط بن همام؟

* بعد سجل رياضي حافل على كل المستويات، من المؤلم أن تكون الحلقة الأخيرة في سيرة رجل مثل محمد بن همام بهذا الشكل المثير.

كل المتابعين يعرفون أن التحالفات والمؤامرات طبيعية في الأعمال التنافسية، خاصة تلك التي تعتمد على التكتلات والانتخابات، والاتحاد الدولي لكرة القدم ليس بعيدا عن هذه اللعبة إن لم يكن عرابها الأول بقيادة مسؤوله الحالي جوزيف بلاتر.

لا أدافع عن بن همام، لكن نتائج المنافسة الشرسة والمؤامرات الخفية يجب ألا تنسينا ما قدمه الرجل لكرة القدم في قارة آسيا، والنقلة الكبيرة التي قادها بتمكن ودهاء قبل أن تخونه الحسابات الكبيرة.. ويكفي أنه كان ركنا مؤثرا في حصول قطر على شرف تنظيم كأس العالم 2022، إضافة إلى سجل الاتحاد الآسيوي المتطور.

نعم كانت هناك سلبيات، وهرولة نحو إشراك رؤوس الأموال والاستثمار، لكن كل هذه الأشياء التي ربما هاجمها البعض، كانت ضرورية في بعض المراحل وبمباركة كبيرة من الاتحاد الدولي.

أعرف أن دهاليز الفيفا وغيره من المنظمات مليئة بخفايا مذهلة، وأتذكر معكم كيف انتشرت الروائح الكريهة وبلاتر يقاوم الانهيار والفضائح قبل شهرين، وأن اتجاه الأحداث يفرض أحيانا وجود ضحايا.. لكن لننتظر، فربما للرواية نهاية مختلفة تقود إلى سقوط قامات أطول!