فساد «حد» الإبعاد!

صالح بن علي الحمادي

TT

عندما كانت كرة القدم كـ «لعبة» شعبية أولى على مستوى العالم، «بالكاد» تجد الأموال التي تصرف على المنتمين لها في أرجاء المعمورة.. كانت اللعبة أجمل.. والمنافسة أعدل!!.

الجمال الأدائي الكروي تغير رونقه وتبدلت مخرجاته.. وساءت إداراته بمجرد أن دخلت الأموال لهذا العالم الكروي الصاخب.. نعم بكل أسف، لم تزد غزارة الأموال «الهاطلة» على حسابات الاتحادات والأندية الكروية.. بمنسوبيها ولاعبيها وإدارييها ورؤسائها.. الوضع إلا سوءا، وانظروا «بتمعن» الآن لما هو حاصل بين رئيس الفيفا بلاتر ورئيس كرة آسيا بن همام؟

تصوروا.. «مسيو» بلاتر هو ومن معه في الفيفا يتهمون بن همام بالفساد المالي «!» وإفساد الفيفا.. هنا لست بصدد المدافع عن بن همام.. فعليه - هو - «متى كان بريئا من الاتهامات» أن يدافع عن نفسه «؟!» وإذا كان «مذنبا» فننصحه «فورا» بالخروج ليعلن عما اقترفه من أخطاء.. وفي الوقت ذاته.. عليه أن يكشف فساد منظمة الفيفا الذي لا يخفى عليه، حتى ولو كان «هو» جزءا منها؟!

يا بن همام سنعتبرك بريئا «من باب الأخوة والعروبة والجوار» حتى تستنفد كل وسائل الاستئناف في كافة الأروقة «المحاكمية» الرياضية وغيرها. ولئن تمت إدانتك من الجميع فلن نطلب منك إلا الاعتراف بالحقيقة التي سيحاسبك ربك عليها ومن ثم الانزواء بهدوء؟!

في مجمل الأحوال.. دوليا.. وقاريا.. وعربيا.. وخليجيا.. وحتى محليا سعوديا «!!» بكل أسف كلما زادت الإيرادات المالية للاتحادات الكروية وللأندية.. زادت الضبابية حضورا في كل الدهاليز حد الاتهامات والشكوك والريبة.. هنا أحسب للسيد بن همام إحدى «حسناته» وهو يطالب إدارات الأندية الآسيوية المحترفة بتقديم ميزانياتها الموسمية مكتوبة.. وليته كان قد طلب من إداراتها إعلانها عبر مؤتمرات صحافية.. وهذا لا يعني أننا مع بن همام في كل ما أقدم عليه من خطوات قارية؟!

تأكدوا جيدا أننا في قضية بن همام «وغيره» على كافة الأصعدة لا نتعامل بـ الـ «مع» أو الـ «ضد» على طول الخط !

نبقى دائما على الحياد وتعاملنا مع القرارات والخطط وكل الاستراتيجيات وفق تقويم كل قرار وخطه على حدة.. سواء كان ذلك قاريا أو محليا؟

بقي القول: من أراد النجاح في كل خطواته وسط احترام تام من كبار المسؤولين والإعلام والجماهير.. عليه التعامل بشفافية مطلقة في جميع الوسائل الإعلامية وغيرها.. خاصة في مسألة الأمور المالية.. ميزانيات وعقود.. وعمولات.. سيما الأخيرة التي عاثت فسادا في ميزانيات لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى؟!

الإبعاد مصير مهين لكل من يتبنى الفساد في كل مجتمع ودولة وأمة.. فهل يكون مصيرا فوريا لكل من يعيث فسادا؟! هذا ما نتمناه ورمضان كريم؟!!!

[email protected]