ماذا بعد.. «هونغ كونغ»؟!

هيا الغامدي

TT

الآن بعد أن تخطى منتخبنا الوطني الأول مرحلة «هونغ كونغ» مع المدرب المرحلي «روجيرو موريس» باتت المسؤولية والتكليف أكبر وأصعب على المنظومة الخضراء ككل بكل مكوناتها وتكويناتها وعناصرها وملحقاتها القيادية الفنية والإدارية وحتى العناصرية!

«موريس» مدرب مؤقت جاء للمنتخب بتكليف «فزعة المسؤولية» ومنذ وقت مبكر ظهرت على محياه سحنة القيادة وإشارات الوصول، رغم ظروف عدة كان يمكن أن تقف عائقا بطريق عمله كالتوقيت.. والخيارات المتاحة.. والزمنية وغيرها، أعتقد أن الرجل نجح في مهمته التي تم إسنادها إليه من قبل المسؤولين بالاتحاد السعودي وما رأيناه وارتأيناه لا أعني في بطولة فوكس الدولية التي ليست أكثر من مباريات ودية إعدادية كون منتخبنا لم يسبقها بتجهيز وإعداد!! مباراتا «ذهاب-وإياب» بدء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 ليست سوى بداية عمل جيد اختصر مسافات عدة، وإن كانت هناك بعض السلبيات والانتقادات التي تصب بالطبع في وضعية التشكيل والخيارات الدولية من العناصر! فمنتخبنا تجاوز هونغ كونغ المتواضع لحد ما بنتيجتين ثقيلتين 3-0 و5-0 وكان يمكن زيادة غلته لولا رعونة المهاجمين وتسرعهم المعتاد أمام الشباك، وكان ذلك من أكبر المحفزات السلبية لزيادة معدلات «الضغط والسكر» لدى المصابين بهذين الداءين شفاهم الله، وعافانا وعافاهم منها!! والآن، وبعد أن قلبنا الصفحة الأولى بكل ما فيها من مرحلية وتكليف واجتهادية وعدم ثبات، خاصة على مستوى الإدارة الفنية «التدريبية» ينبغي الالتفات للأمام... (الأمام فقط)، وأنه من الإيجابي جدا أن تتم مناقشة «فرانك ريكارد» في مسألة التشكيل ولو على سبيل تقريب وجهة النظر سواء الشعبية أو الإعلامية..!! فريكارد مدرب جديد العهد ليس بالمنتخب السعودي فقط وإنما بذهنية كرة القدم بمنطقة الشرق الأوسط، وأعتقد أن معلوماته وخلفيته وانطباعاته وقراءته للتركيبة النسيجية لفكر اللاعب العربي والخليجي وحتى الآسيوي ليست كبيرة، وأعتقد أنه أحسن صنعا حينما انتهج السياسة الأولية الباعثة على توزيع «العيون» المراقبة المتابعة والراصدة في كافة الأنحاء التي تتوزع بها معسكرات الأندية السعودية خارجيا، ويقيني بأنه يدرك خطورة بل صعوبة المراحل المقبلة تصاعديا، بدءا من الأسهل للأصعب كما جرت العادة في أي تصفيات قارية مؤهلة للمونديال، ومونديال البرازيل «هم السعوديين» لكنه ليس غاية مناهم، فالطموحات دائما كبيرة، والظن بالله أكبر، وعناصريا.. أعتقد أن توجيه النظرة للعنصر الشاب الواعد سيكون من خيرة مخرجات التغيير والتجديد والتطوير وبعبارة أقرب «الإصلاح»، ومن أكثر متطلبات النجاح والإنتاجية، فمهما كان لا بد أن تحظى سياسة الغربلة والإحلال بموضع قريب من ذهنية ريكارد وقناعاته إذا أراد إحداث نقلة نوعية وكمية وتاريخية بمسيرة المنتخب الجديد! وهذا بالطبع لن يتحقق بتكرار أسطوانة مزاجية لاعبي «أفيشات» الأندية الذين يثرون وجود العدم بالمنتخبات السعودية.. البعض للأمانة!

مبارك لمنتخبنا تأهله المنطقي للمرحلة المقبلة، وشكرا لموريس الذي خلق في وقت قصير ملامح منتخب اجتهادي قائم على مبدأي التتابعية والأريحية بدليل احتفاء اللاعبين به بعد خماسية هونغ كونغ وضمان الوصول للتالي، كما يجب أن يستفاد من ذهنيته كمستشار في باقي المنتخبات السنية الأخرى!