رهان يوفنتوس

فرانكو أرتوري

TT

إنه ليس «لاعبا منخفضا»، وهذا ليس لأنه قادم من الجبل الأسود، وهي جمهورية يتميز سكانها بأعلى متوسط ارتفاع للقامة في أوروبا. لا يتناسب الإسقاط الذي صرح به المدرب كونتي، حينما وضع لاعب منخفض في مواجهة لاعب قمة، بشأن الأسماء المطروحة للانضمام للفريق، ومهاجم روما السابق. يتميز فوتسينيتش بضربات اللاعب السوبر، حينما تفجرت موهبته لأول مرة في إيطاليا في ليتشي، كان مدربون أقوياء جدا مثل كافاسين وديليو روسي مذهولين به. الأول قارنه بفان غوخ والثاني وصفه بأنه أعظم موهبة دربها.

لا يمكن القول بالطبع إن اللاعب قد أهدر إمكاناته في موسمه الطويل مع روما، والأخبار التي تناولته تعد لامعة بالفعل، إلا أن اللعب أمام وحش إبداع آخر، مثل توتي، ليس سهلا، خاصة إن كانت الاستمرارية ليست الجانب الأقوى في المهاجم. وهنا تكمن مشكلة ميركو، وهذا لا يخفى على أحد.

إن رهان فريق يوفنتوس الجديد يكمن تحديدا في التطور النهائي للاعب، الذي أمامه الفرصة الأخيرة والكبيرة في مسيرته ليصير بطلا مهيمنا. وسط المجموعة الكبيرة من المهاجمين في صفوف يوفنتوس، سيكون فوتسينيتش الأول كقلب هجوم، والأمر لن يتغير كثيرا بالنسبة للمدرب سواء لعب كرأس حربة أول أو ثان. ربما يتأقلم كوالياريللا أفضل على مميزاته لأنه يشبهه، لكن الالتفاف من حول ماتري قد يفتح حلولا أخرى مثيرة. لكن ما لا يمكن اعتقاده، بخلاف بعض المباريات أمام خصوم ضعيفة إلى حد ما، أن يتم الدفع بلاعب الجبل الأسود كظهير، فالركض يكون كثيرا على هذه الجوانب بالنسبة للاعب سريع مثل هذا.

فوتسينيتش ليس لاعبا «منخفضا»، مثلما رأينا، لكن كلفته وشهرته في ناد يتميز بجماهيرية كبيرة لا يمكن مقارنتها بالطبع بتلك التي لدى دزيكو، أغويرو، تيفيز أو جوسيبي روسي، والذين تابعهم ماروتا مدير عام يوفنتوس على فترات. إن لم نتوقف عند الانسياق الصيفي للجماهير خلف «الأسماء»، قد لا يكون ذلك مشكلة. بعد امتصاص الهبوط على الواقع القاسي لميزانيات الأندية، يظل معدن مهاجم عبقري يتحدث نفس لغة بيرلو الكروية.

يوفنتوس لن يتوقف عند صفقته السادسة هذا الموسم، فلا تزال إدارة النادي تستهدف ضم قلب دفاع صلب جدا وظهير أيسر. للوهلة الأولى، قد تبدو سوق الانتقالات كثيفة ومضطربة جدا، وهي تشبه في ذلك الموسم الأخير بصورة خطيرة. لكن الصفقات تبدو هذه المرة أكثر تماشيا كثيرا مع مشروع إجمالي يتميز بالواقعية والمعالم الواضحة. بالطبع، كل شيء سيتم التحقق منه وغربلته عبر عمل المدير الفني الجديد، وهنا، يوم بعد يوم، يؤكدون الكاريزما والابتكارات الخططية لكونتي والتي حازت بالفعل على رضا الفريق بأسره. ينتابنا الفضول لرؤية إذا ما كان ميركو تحديدا هو الذي سيشعل الفتيل.