ربطوا الأحزمة.. وشدوا الأنفاس!!

مصطفى الآغا

TT

عيون مواطني 175 دولة، من أصل 203 دول منضوية تحت راية الفيفا، شخصت ليلة السبت نحو مدينة الكرنفالات الشهيرة ريو دي جانيرو، لمتابعة قرعة تصفيات الكرة الأرضية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.. وبالتأكيد ربط الجميع الأحزمة وشدوا الأنفاس (ليس أنفاس الشيشة مع أن البعض الكثير ممن أعرفهم تابعوا القرعة في المقاهي وسط دخان الشيشة قبل تركها ثلاثين يوما لقدوم شهر رمضان المبارك أعاده الله عليكم جميعا بالخير والصحة والسعادة).. إذن ربطوا الأحزمة وشدوا الأنفاس، قبل أن يتنفس البعض الصعداء فرحا بقرعة سهلة، وآخرون أعيتهم الدهشة من قسوة القرعة التي قيل إنها عمياء و«غير ملعوب» فيها، على اعتبار أن كل منتجات الفيفا بات مشكوكا بأمرها..

بالطبع تهمنا قرعة العرب، وهم على قسمين: آسيويون وأفارقة..

في آسيا تأهل 10 من 12، وسكبنا دمعتين حارتين على خروج فلسطين واليمن، وبقي لنا من نعتقد أنهم قادرون على مقارعة «البعابع» أمثال اليابان وأستراليا والكوريتين، ومن سار على دربها.. وللأمانة فقد كانت قرعة البعض سهلة خاصة أن الطريق الآسيوي لكأس العالم ليس شاقا ومرهقا.. فهناك من تأهل للدور الثالث من دون أن يلعب مثل اليابان والصين والبحرين وأستراليا وكوريا الجنوبية، وهذه المنتخبات ستلعب 6 مباريات في مجموعة تضم أربعة يتأهل منها الأول والثاني (يعني الشغلة مقدور عليها، خاصة بوجود منتخب واحد على الأقل من المستوى الضعيف جدا).. ثم في الدور الرابع تُقسم المنتخبات العشرة إلى مجموعتين، يتأهل منهما 4 مباشرة للبرازيل (أول وثاني كل مجموعة)، ويتنافس أفضل ثالثين على نصف كرسي، ثم مع خامس أميركا الجنوبية على الكرسي كله..

المنتخب السعودي جاء في مجموعة أراها سهلة ومعقولة، فأستراليا قوية لكنها ليست اليابان، وعمان شقيقة وقريبة، وتايلاند كادت تخسر من فلسطين بكل ظروف الأخيرة.. لكن مجموعة سوريا غير طبيعية وغير عادية وغير عادلة نهائيا، فكل المنتخبات رافقها على الأقل منتخب واحد شبه مضمون الفوز عليه، إلا مجموعة سوريا التي ضمت اليابان بطلة آسيا، وأوزبكستان أحد أعند وأصعب فرق آسيا، وكوريا الشمالية التي تأهلت لكأس العالم الأخيرة من البوابة السعودية.. يعني لا سنغافورة ولا تايلاند أو إندونيسيا أو لبنان، مع احترامنا له وهو الذي جاء في مجموعة كوريا الجنوبية والكويت والإمارات. وأعتقد أن العرب الثلاثة ليسوا بقادرين على مناطحة المارد الكوري، لكنهم ربما كانوا قادرين على إزعاجه.. أما العراق فأمامه الأردن والصين وسنغافورة، والمنتخبان العربيان قادران على خطف التأهل للدور الحاسم..

أفريقيا جاءت القرعة إلى حد كبير سهلة على مصر وتونس، وصعبة ونارية على ليبيا والجزائر والمغرب والسودان.. فالأخير جاء مع غانا وزامبيا، وربما تنضم ليسوتو أو بوروندي.. والجزائر جاءت مع مالي القوية وبنين الصعبة المراس وإريتريا أو رواندا.. أما المغرب فسيواجه أفيال ساحل العاج، لكن عزاء الجميع أن عشرين منتخبا ستتأهل للدور الأخير وليس أبطال المجموعات فقط، وهناك سنعرف الأحجام الحقيقة لمنتخباتنا العربية.