السعوديون قادمون!!

أحمد صادق دياب

TT

* يبدو أن الكرة السعودية قادمة من جديد، فالبداية الجميلة من تأهل المنتخب الأول للدور التالي من المنافسات المؤهلة لكأس العالم بمستوى جيد وروح مختلفة، إلى الشكل الجميل الذي ظهر عليه منتخب الشباب في البطولة العربية بالمغرب وتحقيقه الوصافة، وظهور أكثر من نجم واعد، مرورا بتحقيق منتخب الناشئين لبطولة العرب التي أقيمت في محافظة جدة، التي قدمت للكرة السعودية منجزا جديدا ونجوما من خارج المدار، وتحقيق المنتخب الشاب الفوز الأول له في بطولة العالم أمام كرواتيا هناك في أقصى بلاد العالم في كولومبيا..

* بالتأكيد أن هذه النتائج الإيجابية هي تجديد في الثقة ما بين نجوم المنتخبات والجماهير السعودية، ومؤشر إيجابي على أن الكرة السعودية تسير وفق منهجية تعتمد في هيكلتها الأساسية على محورين هامين الأول هو: صناعة رابط فني مهم بين المنتخبات السنية والأندية والمنتخب الأول، وهو ما تم ملاحظته بسهولة من خلال تنقل الأجهزة الفنية المساندة بين معسكرات الأندية والمنتخبات.. والمحور الثاني هو: اعتماد سياسة الأمد الطويل من خلال توقيع عقود طويلة مع الأجهزة الفنية الخاصة بالمنتخبات..

* من المكاسب الهامة التي أنتجتها المرحلة الحالية في الكرة السعودية اعتمادها على العنصر الوطني في التدريب، فقد كسبنا فيصل البدين كمدرب صاحب فكر عالٍ، وقادر على صناعة توليفة بقدرات خاصة، وعمر باخشوين كمدرب له بصمة فنية في صناعة النجوم، فقد حول لاعبيه الذين لا يلعبون في دوري أساسي إلى لاعبي كرة قدم لديهم القدرة والكفاءة على التنافس وصناعة الفرق تحت الضغط، وهناك في كولومبيا يبرز خالد القروني بخبرته الكبيرة وقدرته الرائعة على التعامل مع الشباب وتحويلهم إلى نجوم..

* الشارع الرياضي والإعلامي بدأ في التفاعل مع هذه المستجدات المثيرة في عالم كرة القدم السعودية بكثير من الحفاوة، فمن يقرأ تعليقات القراء في المواقع الإلكترونية يشعر بأن الروح والثقة في المستقبل هي العامل السائد والمشترك في ما يكتبون..

* الرابط المهم والأساسي المساند لهذه الإنجازات السعودية هو المتابعة الدقيقة غير المحدودة من رجل الرياضة الأول في المملكة الأمير نواف بن فيصل، الذي وضع نصب عينيه أن تكون عودة الكرة السعودية إلى مكانتها من خلال العمل المنظم بالدرجة الأولى، وأن يكون التعامل مبنيا على الشفافية المطلقة في النقاش بلا تحفظ..

* ولأن الأمير نواف يؤمن بأن صناعة كرة القدم الحديثة تبدأ من الدرجات السنية، وضع الأمير كل تركيزه على توسيع قاعدة المشاركات السعودية الشابة في كل المحافل وعلى أكثر من جبهة، دون تركيز على النتائج، لأن الخبرات التي يكتسبها هؤلاء الصغار هي التي تهيئ أمامهم حقل التجارب الذي يصقل موهبتهم، وتمنحهم الفرصة لفهم أسرار الكرة الحقيقية، التي تعتمد في أجزائها على التنافس القوي وليس الإعداد البدني فقط.