وضوح الهدف وسلامة النهج..!

منيف الحربي

TT

قدم المنتخب السعودي للشباب مستوى كبيرا في أولى مبارياته ضمن كأس العالم المقامة حاليا على الأرض الكولومبية، وتوج مستواه الرفيع بنتيجة رائعة رسمت صورة أخرى للحلم الأخضر الذي يتشكل من جديد على كافة المستويات، محاولا الانعتاق من مرحلة قاتمة مثقلة بالخيبات.

كانت الروح التي ظهر بها نجومنا الشباب أمام كرواتيا مشبعة بالطموح والثقة، وجاءت الطريقة التي اتبعها المدرب الوطني خالد القروني في إدارته للمواجهة ناجحة جدا، والجميع بالتأكيد يتمنون أن تكون نتيجة لقائنا مع غواتيمالا فجر اليوم قد انتهت لمصلحتنا كي نضمن التأهل للدور التالي وندخل مباراة نيجيريا بهدوء.

الواقع أن ما تحقق لم يكن بالصدفة أو الحظ، فالطريق الطويل الذي قطعه الجهاز الفني ولاعبوه سار وفق خطة إعداد متقنة اتجهت نحو هدف محدد هو كأس العالم للشباب، وكانت جميع الأجهزة الإدارية المساندة تعمل بتناغم مع هذا المسار، وبالتالي أكدت مرحلة الحصاد الحالية أن العمل السليم (حتى لو لم يحقق الأهداف كاملة) فإنه لا يمكن أن يخذل الطموح.

مستويات ونتائج المنتخب الشاب هناك تزامنت مع بعض الأحاديث التي دارت هنا عن منهجية مدرب المنتخب الأول ريكارد، التي يقال إنها ستعتمد على العناصر الشابة المدعمة باثنين أو ثلاثة من لاعبي الخبرة، وتزامنت أيضا مع القيمة الفنية العالية للأسماء التي يضمها المنتخب الأولمبي، ولا شك أن هذه كلها روافد تصب في نهر الكرة السعودية، وملامح تبشر بإشراق فجرها الجديد.

يبقى أمر هام، وهو معالجة سلبيات المسابقات المحلية وإشكالات الأندية، فالتقدم عملية جماعية ينبغي أن تتم بصورة صحيحة على كل الأصعدة حتى تكون المسيرة بوتيرة ثابتة لا تتعثر أو تتراجع.. أما (الروشتة) المختصرة، أو الوصفة العاجلة للكرة السعودية فهي تلك التي يكتبها القروني ونجومه.. وضوح الهدف وسلامة النهج!!

نقاط

* الإعلام العربي المغاربي يصور لاعبيه المتجهين للهلال والنصر وأندية الخليج على أنهم يقبرون أنفسهم وهم يتركون أوروبا من أجل المال.. ويتناسون أن المال هو هدف أي لاعب قبل أن يكون المنتخب أو المستقبل!

* شخصيا لا أتفاءل بمشاهد استقبال المدربين واللاعبين الأجانب القادمين للنصر، النهايات هي الأهم..!

* في الشباب، كالعادة، إعداد متكامل، لكن نتائج الأسابيع الأولى ستكشف هل تغير الفريق أم سيظل أسيرا لظروف غامضة تطرأ مع كل بداية فعلية

* خالص العزاء وصادق المواساة للأمير الدكتور فيصل بن سلمان، سائلين الله أن يتغمد والدته برحمته ويسكنها فسيح جناته.