بيان «سخرية الجيران».. مسؤولية من؟!

مساعد العصيمي

TT

من قرأ منكم بيان أو خطاب المصدر المسؤول، الذي صدر ردا على خبر نشر في جريدة «الرياضية» فحواه أن عملية تجديد ستطال المنتخب الأول، سيجد أنه ليست في الأمر علة، وإن كان ثمة خطأ معلوماتي من المحرر فلا بأس من توضيحه عبر رسالة إلى الصحيفة وتأكيد أو تعديل ما يراد تعديله، فلم تكن هناك إساءة ولا تجاوز ولا تجنٍّ أو مساس بآخرين!

والسبب أن الرد أو البيان من لجنة المنتخبات تم وفق لغة متشنجة أشبه بالتصادمية مع الإعلام الرياضي، ومن جهتي حسبت أن في الأمر عملا مختلا، وتأكدنا أن الخبر لم يكن كذلك، وشككنا في مصدر الخطاب أو البيان وعليه عملنا على تتبعه لأنه لا يصدر عن مطلع حصيف، وتكشفت لنا بعد ذلك براءة لجنة الإحصاء والإعلام منه.. فمن أفضى بذلك الخطاب المتشنج؟ ومن ربط مقاييس «سخرية الجيران منا» بتوقعات خصت تبديلات عناصرية مشروعة نقرأ مثلها في إعلام الجيران ومن يأتون بعد الجيران وحتى البعيدين في أميركا الجنوبية؟!

أقول بعد التوكل على الله إن الخطاب الصادر من لجنة المنتخبات كان متوترا ومتشنجا، بل إنه تجاوز آداب الوصف والحوار، وكأننا إزاء ذلك أمام عمل مستقبلي ينبئ عن تشنجات وتصادمات أقل ما يقال عنها إنها ستفضي إلى إفساد العمل الذي نتمناه من لجنة المنتخبات.

أعود إلى مقاييس «الفشيلة أو السخرية» كي أبحث في طلاسمها وخفاياها لأسال أولا عن مفهوم «السخرية» لدى أحبابنا في لجنة المنتخبات، وسأكون أكثر تحديدا لدى مسؤولها الأول الزميل محمد المسحل.. فهل ما يريده أن نخنع ونطمئن لا نبحث ولا نتقصى، وكل ما هنالك أن يصطف الإعلام أمامه لتلقي المباركة والموافقة قبل أي خبر لعل وعسى أن يعتقنا ذلك من «سوءة السخرية» من الجيران.. أقول أي منطق.. وأي أسلوب احتوى؟.. ولعله واللجنة يعلمون جيدا أن الافتخار في مفاهيم كرة القدم يتجلى بعد الارتقاء بالنتائج والبطولات، أما الخزي أو الفشيلة فلا يأتيان إلا من الخروج من الملاعب مطأطئي الرؤوس!

وأطالب من هنا بأن تتم محاسبة من أفضى إلى ذلك الخطاب، ومن كتبه وعممه، لأن فيه إساءة للإعلام الرياضي، غير اختصار مشين للبحث المهني والمعلوماتي، بل وفي ما يذهب إلى حرية العمل الإعلامي الذي بدأنا نعيش في إطاره.. ليس كذلك فحسب، بل إنه امتهان لماهية العلاقة بين المؤسسة العاملة والإعلام.. أو أن الزميل المسحل يريد عملا لا يناقشه عليه أحد.. بل يذهب أبعد من ذلك بعدم التفكير في المستقبل وتوقع إلا ما يريده هو.. ونؤكد له وللجنة أنهم ومن خلال بيانهم لهم الحق في مقاضاة من يسيء إليهم أو يتقوّل عليهم.. لكن قياسا بما كتب في الرياضية أقول: إن «الفخ كان أكبر من العصفور».. ويبدو أنها بداية لم تكن موفقة أبدا.

قد ننسب ذلك إلى قلة خبرة اللجنة، لكن عليها أن تدرك أن البيان قد حمل من المبالغة والإساءة للإعلام الشيء الكثير.. وأحسب أنه عمل سيظل نقطة سوداء في عمل لجنة المنتخبات.. ما لم تبادر إلى نفيه أو التبرؤ منه.. مع العمل على تغيير الصورة التي جسدها.

[email protected]