نوايا الرئيس؟!

مساعد العصيمي

TT

نغمة نشاز تتكرر على أسماعنا كثيرا مصدرها كثير من رؤساء الأندية، وفحواها أن كأن لن تقوم قائمة لأنديتهم إلا عبر تفوقهم الذهني والمالي.. نغمة مكررة مملة فهم يتصورون أنفسهم السيد والمنقذ والقائد الحصيف.. وكأن ليس هناك سبيل إلى التفوق إلا عن طريقهم، فحين يترشح أحدهم للمنصب يأتيك بلغة الواثق المنقذ وكأنه الأخ الأكبر الذي رفضت نفسه الأبية أن يواصل التعليم لأجل العمل والصرف على إخوته اليتامى وأمه الثكلى؟!

أقول إن الفرق ذات الإنجازات لن تقف عند اسم معين، فعبر كل قيادة مرت عليها هي في محل الظفر والحضور.. لكن ما بال البعض يريد أن يكون الكل.. ويريد من الكل أن يكون تحت عباءته.. وسط معمعة الرؤساء الحاليين وأفق النرجسية الباهتة التي يعيشونها.. تذكرت بكثير من التقدير أولئك الذين كانوا بأقل الإمكانيات والدعم ماليا وإعلاميا يحسنون صنعا بتنفيذ مهامهم.. لا منة ولا تعالي.. ولا ازدراء لآخرين.. كان كثير منهم يجسد مع ناديه الوفاء والإخلاص بل كانوا كطائر السنونو يقتطع من كبده ليطعم أفراخه.. هل تريدون أن أعدّهم؟ المقام سيضيق، وأجزم أنكم تعرفونهم، فمنهم من توفاه الله ومنهم من هو تحت رحمة رب العالمين؟! لكن هيهات أن يجود الزمن بمن هم مثل أولئك الأفذاذ، لأن التجلي والإخلاص سبيلهم.. لا التشخيص والإعلام ودهن السير والبحث عن الأضواء حتى لو كان من خلال إذاعة جزر القمر أو تلفزيون مدغشقر؟!

أثارني حديث الرؤساء حتى كاد أن يفطر قلبي من فرط ألم كشفه واقع الرؤساء الحاليين والجيل الذي سبق الحاليين.. ولعلي وقعت ضحية لهذا الألم بعد حديث الأمير نواف ين فيصل الذي ذكرنا بحال أولئك الرؤساء العظام السابقين خلال حديثه في أمسية «الرياضية» وهو يصفهم مفتخرا بهم «بأن كثيرا منهم كان يقتطع من قوت عياله لأجل ناديه الذي يحبه ويسعى لارتقائه».

قد يكون الواقع اختلف.. لكن الحقيقة هي ما تأنس لها النفس، والأكيد أن كون الأندية الرياضة تدار تطوعا ولا ضرر أن يدلف إليها النافذون المتطوعون لكي يجدوا من خلالها كثيرا من الألق والظهور ولا عليهم بعد ذلك إن دفعتهم إلى مزيد من النرجسية والتكسب إعلاما ومالا، ولا بأس أن نكتشف أن كثيرا من أولئك المنقذين الباذلين قد خدعونا لأن هباتهم ليست إلا صكوك مديونيات سرعان ما يفرغونها من خزائن أنديتهم قبل رحيلهم.. أو حتى استمرارها كسبيل ضغط لأجل الاستمرار أو لأجل عودة ثانية، أو أنها حلال على النادي من فرط قيمة كبيرة حصلها إعلاما وظهورا وشهرة.. ولا بأس من مكتسبات أخرى؟!

قد يقول قائل ما بالنا نكثر الحديث عن رؤساء الأندية.. وأجيبه أننا لم ندرك بعد أن من أهم أسباب تراجع أنديتنا وفرقنا ومنتخباتنا وكثير من نجومنا يعود لسوء الفعل الإداري الذي يبحث عن الوهج الشخصي على حساب النتاج.. يريد أن يبقى هو الكل في الكل.. لا جدال أنه يسعى لتحقيق الأفضليات لناديه.. لأنها تأكيد على أفضليته.. لكن كيف يحققها دون نرجسية وضحايا أو مديونية.. أو تنازلات مضرة.. أو شراء ذمم أو أصوات.. أقول.. لا أعلم.. أنت أجب أيها القارئ الحصيف؟!

[email protected]